النعمان اليعلاوي
ما زال ملف تدبير ملاعب القرب بالرباط يثير المزيد من الجدل في أوساط المنتخبين والجمعيات المحلية، إذ كشفت مصادر محلية أن تفويت تدبير تلك الملاعب لشركة للتنمية المحلية، تابعة لمجلس عمالة الرباط، فجر غضبا واسعا في أوساط أعضاء مجلس الجماعة، على اعتبار أن المقاطعات ومجلس المدينة هما الجهة الوصية على تدبير المرافق الرياضية الجماعية، توضح المصادر، خصوصا بعد توقيع مجلس مدينة الرباط لاتفاقية مع شركة الرباط للتنشيط، من أجل استفادة المقاطعات من ملاعب القرب وهي الاتفاقية التي تمت المصادقة عليها خلال دورة استثنائية للمجلس وحددت قيمتها في 300 مليون سنتيم سنويا لكل مقاطعة، باستثناء مقاطعة اليوسفية التي لا تتوفر على هذه الملاعب.
وفي هذا السياق، ربطت مصادر مطلعة، من داخل مجلس مدينة الرباط، توقيع المجلس على هذه الاتفاقية التي ستصل قيمتها الإجمالية إلى مليار و200 مليون سنتيم، سيتم تحويلها هذه السنة من ميزانية مدينة الرباط لصالح الشركة، بالرغبة في إنقاذ الشركة التي تعاني من صعوبات مالية، قالت المصادر إنها تبعات التسيير السابق، علما أن «تدخلاتها محدودة، وتقتصر على تدبير تلك الملاعب التي كانت قد أحدثت بميزانية الجماعة كما أن فيها من لم يخضع لإصلاحات منذ تدشينها قبل 6 سنوات»، توضح المصادر، مبينة أن «الجماعة يبقى دورها قائما في أداء مصاريف الإنارة والسقي وغيرهما، وهو الوضع غير السليم الذي يجعل جهة تتحصل على المداخيل، في حين تؤدي جهة أخرى المصاريف»، وأن «عددا من تلك الملاعب كانت خاصة وأحدثت ليستفيد منها أبناء الأحياء ولتنمية الفرق المحلية، غير أن حاجز الرسوم المفروضة يقود إلى استفادة فئة قليلة باستطاعتها الأداء»، موضحة أن «تلك الملاعب لا تتوفر على مرافق صحية وباتت في وضعية مهترئة».
وكان مجلس المدينة السابق صادق على وثائق شركة الرباط للتنشيط والتنمية ميثاقها التأسيسي في فبراير 2016، والذي حدد المساهمين في رأسمالها الذي يقدر بمليونين و940 ألف درهم، حينها، يساهم فيها مجلس مدينة الرباط بـ44 في المائة، غير أنها باتت تابعة لمجلس عمالة الرباط، وهي التي تتحصل على مداخيل ملاعب القرب ويسير مجلسها الإداري رئيس مجلس العمالة، في الوقت الذي تم إنجاز تلك الملاعب في إطار مشروع «الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية»، وقد بلغ عددها 94 ملعبا، 54 منها خاصة بكرة القدم، و32 لكرة السلة، و8 للتزلج، وواحد خاص برياضة التسلق بمنتزه الحسن الثاني، وقد تمنح شركة الرباط للتنشيط أيضا صلاحيات تسيير المسبحين المغطيين الموجودين بمقاطعة حسان واليوسفية.
