التحريات الأمنية تورط 23 بارونا بينهم مغاربة وآسيويون وأفارقة
الأخبار
علمت “الأخبار”، من مصادر مطلعة، أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط فتحت، أخيرا، ملف محاولة تهجير 135 مواطنا آسيويا ومغربيا إلى إسبانيا، جرى ضبطهم، منذ سنتين، في وضعية تلبس وسط أحد المنازل بمدينة تمارة بالإعداد لخوض رحلة سرية نحو أوروبا تحت إشراف بارونات مغاربة وآسيويين وأفارقة، حيث نجحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في إيقافهم وإحالتهم على العدالة .
وحسب مصادر “الأخبار”، فقد تم، يوم الجمعة الماضي، نقل 23 متهما في هذه القضية، بينهم متهمون من جنسيات آسيوية وإفريقية، إلى محكمة الاستئناف بالرباط، حيث مثلوا أمام الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية في أول جلسة محاكمة، بعد إخضاعهم لقرابة سنتين من التحقيقات التفصيلية من طرف قاضي التحقيق، قبل أن تقرر الهيئة تأجيل انطلاق مناقشة الملف إلى أواخر الشهر الجاري، بناء على ملتمس الدفاع من أجل إعداد الدفوعات والمرافعات، كما أمر رئيس الجلسة بضرورة استدعاء مترجم لحضور المحاكمة، بالنظر لتواجد متهمين أجانب في هذه المحاكمة المثيرة.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية فاجأت بيقظتها المعهودة السلطات الترابية بعمالة الصخيرات تمارة في عقر دارها وهي تداهم منزلا بحي المسيرة وسط المدينة، من أجل تفكيك شبكة خطيرة متخصصة في الاتجار في البشر والهجرة السرية، حيث أوقفت أكثر من 130 مرشحا للهجرة السرية معظمهم من جنسية آسيوية.
وتوجت التحريات التي باشرتها الفرقة الوطنية حول هذا الملف بإحالة 13 متهما على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، بينهم 11 مغربيا وأجنبيان يحملان الجنسيتين الفلبينية والبنغالية.
وأكدت مصادر خاصة مواكبة لهذا الملف أن التحريات المتواصلة لفك كل ملابساته أسقطت، مع تقدم الأبحاث، بالقرب من محطة القطار بالقنيطرة، عشرة متهمين آخرين بينهم مغاربة وأشخاص يحملون الجنسية الكاميرونية والبنغالية والقمرية، للاشتباه في ارتباطهم بهذه الشبكة الإجرامية، حيث تم اقتيادهم إلى مقر الفرقة الوطنية من أجل إخضاعهم للبحث اللازم، قبل إحالتهم على النيابة العامة المختصة وقاضي التحقيق الذي استنطقهم بشكل مفصل حول حيثيات الجرائم المنسوبة إليهم.
وكشفت المصادر نفسها لـ”الأخبار” أن التحقيقات كانت قد أطاحت بصاحب الشقة الذي قام بكرائها لمتزعمي شبكة التهجير بمبلغ ناهز 10 آلاف درهم، وتم إبداعه السجن رفقة عشرة مغاربة وأجنبيين من جنسية آسيوية، وسط أخبار عن تصريحات خطيرة أدلى بها للمحققين، فجرت فضائح بالجملة في وجه مسؤولين بالمنطقة ينتمون للدوائر الأمنية والترابية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الواقعة الغريبة التي وضعت سلطات تمارة في وضع حرج، بعد أن كشفت التحريات أن أكثر من 135 مرشحا للهجرة السرية من جنسيات آسيوية هندية وبنغالية وكذا مغربية نجحوا في التواري عن أعين السلطات المحلية والإقليمية، منذ دخولهم عبر أفواج وفي أوقات متفرقة، حيث استقروا بحي يعج بالحركة، دون أن تحرك السلطات المحلية ومصالح المراقبة ساكنا وهو ما يجعلها موضع انتقادات لاذعة بالتقصير وعدم اتخاذ الحذر اللازم..، خاصة أن شهود عيان أكدوا أن سيارات فارهة من نوع ” كات كات” كانت تتردد على المنزل المذكور ليلا، يرجح أنها كانت تنقل مديري العملية في إطار التفاوض مع المرشحين الآسيويين لتنفيذ عمليات الهجرة، قبل أن يتم إحباط إحداها بعد إيقاف حافلة كانت متجهة صوب مدينة طنجة وعلى متنها حوالي 40 بنغاليا، وهي الواقعة التي شكلت منطلقا للبحث، انتهى بتفجير الفضيحة في وجه السلطات الإقليمية بتمارة بعد العثور على أكثر من 135 مرشحا من دول آسيوية محتجزين داخل منزل بحي المسيرة، في انتظار تهجيرهم بعد أن دفعوا الملايين لسماسرة مغاربة وفلبيني وبنغالي وإفريقي، من أجل تمكينهم من العبور إلى أوروبا عبر الواجهة الشمالية للمملكة .