بعد مصادقة مجلس الحكومة، برئاسة عزيز أخنوش، على مقترح تعيين نسرين العلمي في منصب مدير الوكالة الحضرية بتطوان، طبقا للفصل 92 من الدستور، وإنهاء تكليفها مؤقتا بإدارة المؤسسة المذكورة، كشفت مصادر مطلعة أن أهم الملفات المستعجلة التي ستعمل عليها نسرين، انطلاقا من الأسبوع الجاري، عقد اجتماعات ولقاءات مع العديد من المسؤولين في مؤسسات عمومية لتذويب جليد الخلافات السابقة وإنهاء الصراع مع الوكالة الحضرية، وبحث كل سبل التعاون للتنمية وتحريك جمود ملفات تعميرية وتجاوز عرقلة تراخيص وجدل الملاحظات التقنية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن نسرين العلمي أكدت، في اجتماعات سابقة، على أن الماضي يجب نسيانه والشروع في تأسيس علاقات مبنية على التعاون والتنسيق بين كافة المؤسسات المعنية لحل مشاكل مشاريع استراتيجية متوقفة بمدن الشمال، فضلا عن النظر في مراجعة معايير الملاحظات التقنية وبحث كل سبل دعم المستثمرين في العقار والبناء لحصولهم على التراخيص القانونية، وإنهاء المشاكل التي ظلت تطرح لمدة طويلة بالمؤسسة التشريعية بالرباط حول التسيير بالوكالة الحضرية بتطوان.
وأضافت المصادر عينها أن حصول المديرة المؤقتة على الرسمية في المنصب، مع ما تقتضيه من مسؤوليات وسلطة التوقيع، سيمكنها من قوة اتخاذ القرارات في العديد من الملفات التي شابها الجمود، فضلا عن إمكانية بناء استراتيجيات ثابتة وواضحة في التعامل مع المجالس المنتخبة والسلطات الإقليمية والمحلية، لأن التدبير المؤقت كان يشكل دوما عائقا حقيقيا أمام كسب الثقة ويشكل عاملا سلبيا لعدم الاستقرار.
وذكر مصدر أن نسرين العلمي نالت ثقة فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فضلا عن دعمها من قبل مسؤولين كبار لتحقيق أهداف تحريك عجلة التعمير بتطوان وشفشاون والمضيق، غير أن الأمر لن يكون سهلا مع محاولة لوبيات السيطرة على الوضع، والتلاعب بطرق ملتوية في تنزيل قرارات، وخلق «البلوكاج» بمبررات ظاهرها الصالح العام والقانون وباطنها أجندات خاصة.
وأضاف المصدر نفسه أنه، بقطع الحكومة مع التهريب والتخفيف من نفوذ القطاعات غير المهيكلة بالشمال، أصبح التعمير يشكل العامل رقم واحد من أجل تحريك عجلة الاقتصاد على أكثر من مستوى، باعتبار أن القطاع المذكور يشغل النقل واللوجستيك، والمهن الحرة، وبيع مواد البناء وتشغيل اليد العاملة، وكذا تحقيق مداخيل مهمة للجماعات الترابية المعنية والمساهمة في التنمية بشكل عام.
تطوان: حسن الخضراوي