شفشاون: حسن الخضراوي
بعد جولة مهمة بمدن الشمال قادته، الجمعة الماضي، إلى زيارة للعديد من المؤسسات التعليمية، رفقة محمد مهيدية، والي الجهة، شملت مدن طنجة وتطوان وشفشاون، حط شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صباح أول أمس السبت، الرحال بجماعة باب برد، حيث عقد لقاء تواصليا مع المنتخبين والفاعلين في المجتمع المدني، لبحث وضعية قطاع التربية الوطنية بإقليم شفشاون.
اللقاء، الذي جرى بحضور محمد علمي ودان، عامل إقليم شفشاون، تطرق إلى سبل تجويد خدمات المدرسة العمومية، وتحسين مؤشرات التمدرس، والارتقاء بالدعم التربوي والاجتماعي من أجل تحسين جودة التعلمات، إلى جانب الإنصات إلى ممثلي الساكنة المحلية، لمعرفة حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها المدرسة العمومية.
وأبرز شكيب بنموسى، في تصريح بالمناسبة، أن هذا اللقاء التواصلي مع المنتخبين ورؤساء جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة، تطرق إلى موضوع التكوين والخدمات التربوية، مشددا على أن اللقاء خلص إلى الاتفاق على وضع برنامج مستعجل مخصص للتعليم الأولي، ولضمان جودة التعلمات في المستوى الابتدائي، وتقليص الاكتظاظ بالثانويات الإعدادية والتأهيلية.
وشدد بنموسى على أنه يتعين تحقيق التفاف محلي حول مجال الدعم الاجتماعي، بالنظر إلى أهميته في تحسين مؤشرات التمدرس، مؤكدا على أهمية تعبئة كل شركاء المدرسة العمومية، لتحسين جودة المدرسة العمومية، وجعل الأطفال في صلب اهتمام كل الشركاء.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن من ضمن الملفات التي توجد على طاولة بنموسى في موضوع مشاكل التعليم بشفشاون، الطبيعة القروية للإقليم، وصعوبة التضاريس وأحوال الطقس في فصل الشتاء، حيث يواجه التلاميذ صعوبات كبيرة في الوصول إلى المؤسسات التعليمية، في ظل النقص المسجل في تغطية النقل المدرسي، واعتماد دواوير على سيارات خاصة يتم كراؤها لغرض نقل التلاميذ، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر تتعلق بخرق شروط السلامة.
وذكر مصدر أن بنموسى ناقش مشكل تأخر مشروع مؤسسة تعليمية، كان مقررا تشييدها منذ سنة 2018، بجماعة تلامبوط دوار القلعة بالمديرية الإقليمية بشفشاون، وذلك لإعفاء التلاميذ من مشاق التنقل بعيدا عن مقر السكن، حيث تفاجأ السكان المعنيون بتحويل المشروع المذكور إلى مركز جماعة تلامبوط، علما أن المعايير التي تم على أساسها اختيار المكان، تتعلق بالكثافة السكانية وعدد التلاميذ الذين يحتاجون إلى التنقل، حيث يبلغ العدد بدوار القلعة 300 تلميذ، في حين لا يتجاوز العدد 100 تلميذ بمركز الجماعة المذكورة.
وأكد عدد من الفاعلين في المجتمع المدني أن هذا اللقاء التواصلي المهم، مكن من رصد مجموعة من التحديات التي تواجهها المدرسة العمومية بالوسط القروي بإقليم شفشاون، سيما بالمدارس الواقعة في دائرة باب برد، مشددين على أن أي إصلاح للمدرسة العمومية يتعين أن ينطلق أولا من التعليم الأولي، ثم التعليم الابتدائي.
وأضافوا أن من بين الإكراهات التي تؤثر على المردود الدراسي لتلاميذ المنطقة، توجد الخصوصيات المناخية لهذه المنطقة الجبلية الباردة خلال فصل الشتاء، وافتقار المؤسسات التعليمية للتدفئة، وبعد المدارس عن بعض التجمعات السكانية، وعدم تغطية النقل المدرسي لكافة القرى، وتدهور مباني بعض المؤسسات التعليمية والداخليات.
كما تم استعراض مجموعة من المؤشرات المتعلقة بقطاع التعليم الأولي والتربية الوطنية، على مستوى الوسط القروي بإقليم شفشاون، إلى جانب التطرق إلى المشاريع المبرمجة، لتوسعة العرض المدرسي، وتعزيز خدمات الدعم الاجتماعي والتربوي للتلاميذ.
وعقب وجوده بباب برد، زار بنموسى والوفد المرافق له بنايتي كل من مدرسة يوسف بن تاشفين وثانوية عبد الكريم الخطابي، وهما من بين المؤسسات التي تتطلب إصلاحا من أجل تحسين ظروف التمدرس.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن إقليم شفشاون يحتاج إلى المزيد من الدعم، لتوفير البنيات التحتية بالمؤسسات التعليمية، وتدارك الخصاص المسجل في النقل المدرسي، وتمويل بناء المزيد من دور الطالب والطالبة، لحل مشاكل التلاميذ بمناطق نائية، ناهيك عن ضرورة التنسيق بين المؤسسات المعنية، لخفض نسبة الهدر المدرسي في صفوف التلميذات، وتوفير الأجواء التي تساعد وتشجع الأساتذة على العطاء أكثر بالمناطق القروية، وتوفير وسائل التدفئة خلال فصل الشتاء بالمنطق الجبلية، التي تشهد انخفاضا في درجة الحرارة.