العيون: محمد سليماني
عرفت الدورة الأخيرة لمجلس جهة العيون- الساقية الحمراء، لأول مرة، ملاسنات قوية ومشاحنات خرجت عن سياق الدورة إلى تبادل للاتهامات والتهديدات بالحبس بين عضوي مجلس الجهة حسن الدرهم، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وحمدي ولد الرشيد عن حزب الاستقلال.
واستنادا إلى المعطيات، فإن بداية هذه الملاسنات القوية، التي عطلت أشغال مجلس الجهة لبعض الوقت، بدأت بعدما قام حسن الدرهم، عن فريق المعارضة، بالكشف عما أسماه أوجه التبذير غير المبرر لمبالغ ضخمة من ميزانية مجلس الجهة لسنة 2024، حيث كشف، خلال مداخلته، أن مكتب المجلس خصص مبالغ خيالية من الميزانية في مصاريف «غامضة»، من قبيل تخصيص 5 ملايين درهم لشراء التحف والهدايا، و10 ملايين مصاريف للإطعام والإقامة. وكشف الدرهم، أيضا، أن مجلس الجهة خصص 20 مليون درهم لتنظيم المهرجانات، و12 مليون درهم لشراء المواد المطهرة و23 مليون درهم للدراسات العامة. وأضاف المتحدث، في مداخلته، أن مجلس الجهة خصص، كذلك، 12 مليون درهم لإعانة المؤسسات الاجتماعية و20 مليون درهم للشركات الخاصة نظير بعض الخدمات المقدمة، و14 مليون درهم للأشغال الكبرى للصيانة، و6 ملايين درهم لمصاريف نقل المرضى إلى المراكز الاستشفائية و7 ملايين ونصف مليون درهم هبات للمحتاجين.
وخلال تعليقه على هذه الأرقام والمبالغ المالية المخصصة في الميزانية، كشف عضو مجلس الجهة أنها عبارة عن مبالغ مُبالغ فيها بشكل كبير، كما أن بعض هذه المبالغ المخصصة في بعض الفصول لا تصرف في ما خصصت له، حيث إن «المسائل الاجتماعية غير موجودة، كما أن إعانات الجمعيات تستفيد منها المحظوظة فقط، كجمعية واحدة حصلت على أكثر من 15 مليون درهم، وجمعية رياضية أخرى حصلت على أزيد من 13 مليون درهم» على حد تعبير الدرهم.
بعد ذلك تناول الكلمة عضو مجلس الجهة مولاي حمدي ولد الرشيد (رئيس جماعة العيون)، حيث خصص مداخلته للرد على حسن الدرهم، ناكرا وجود معارضة داخل مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، الأمر الذي لم يستسغه الدرهم، ليدخل على الخط، حيث حاول مقاطعة ولد الرشيد، الأمر الذي أثار حفيظة الثاني لتتحول قاعة الاجتماعات إلى حلبة للصياح والصراخ، فيما ترك رئيس مجلس الجهة الطرفين يتنابزان بينهما، قبل أن يعمد حمدي ولد الرشيد إلى محاولة إثارة ملفات حسن الدرهم عندما كان رئيس جماعة المرسى بالعيون، حيث قال له، مباشرة وأمام الأعضاء، «خصك تمشي للحبس»، تقارير جماعة المرسى كشفها المجلس الجهوي للحسابات، وتكشفها محكمة جرائم الأموال بمراكش، ما دفع الدرهم إلى محاولة التقليل من شأن ولد الرشيد «أش كتكون أنت».
