قبل إجراء المباراة النهائية أمام نهضة سطات، رفض رئيس الوداد إجراء إياب نصف نهائي كأس العرش في فاس؟
تعادلنا في الدار البيضاء أمام المغرب الفاسي، وكان علينا أن نخوض مباراة الإياب في فاس وتحديدا في ملعب الحسن الثاني، لكنه كان يخضع للإصلاح. ففكر مسؤولو المغرب الفاسي في نقل المباراة إلى ملعب مترب اسمه ملعب المرينيين، وكان في وضعية سيئة. لهذا قام رئيس الوداد لحريزي بالتقاط صور للملعب واعترض على إجراء المباراة على أرضيته، فنقلت إلى مكناس وانتصر الوداد بهدف. وفي شهر ماي فاز الوداد بلقب كأس العرش تحت إشراف المرحوم كبور، ورفع اللاعبون الكأس وهم يرددون اسم الفقيد، بل إنهم أصروا، في اليوم الموالي، على التوجه إلى مقبرة الشهداء بالدار البيضاء وهم يحملون كأس العرش ليضعوه على قبر الفقيد في مشهد مؤثر.
كيف تمت الإطاحة بالرئيس أحمد الحريزي رغم ما حققه من إنجازات؟
أحمد لحريزي ترأس الوداد بعد وفاة الرئيس الحسن الجندي، لا أحد ينكر حبه للوداد وما حققه من مكاسب وبطولات، وما يحسب له أيضا أنه عاشق للتوثيق والكتابة، لكن ما يعاب عليه رفضه للأصوات المعارضة. كان يريد ودادا بدون معارضة من الداخل، وهذا كان مصدر قلقه في كثير من الاجتماعات. وحين انتخب عبد الرزاق مكوار خليفة له، اختار المعارضة التي كان يرفضها، بل وألف كتبا نشر فيها غسيل النادي، لكن، بالرغم من اختلافي معه، إلا أنني أقر بأن الرجل أعطى الكثير للوداد وأن أملاكه ظلت رهن إشارة نادينا، وما يجمعني به أكثر هو الانتماء للحركة الوطنية وحزب الاستقلال، فهو أحد كبار الوطنيين الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي، وهو من حرض وتزعم حركة الإطاحة بقائد أولاد حريز محمد بن عبد السلام برشيد غداة الإعلان عن استقلال المغرب، وهو من الأوائل الذين استقبلهم السلطان محمد الخامس. لكن لابد من الإشارة إلى أن بن سالم الصميلي، مدير الجمارك ومدير كوماناف، هو من كان وراء إقناع عبد الرزاق مكوار برئاسة الوداد وبالتعاون معه لمصلحة الفريق وكان عبد الرزاق حينها مديرا لمكتب التسويق والتصدير.
كان مكوار رئيسا للوداد ومديرا لمكتب التسويق والتصدير، كيف استطاع جعل «لوسيوه» في خدمة الوداد؟
ساعد عبد الرزاق مكوار من موقعه كمدير لمكتب التسويق والتصدير على تشغيل العديد من اللاعبين في هذه المؤسسة والشركات المتفرعة عنها. كما كان المكتب سباقا لإنشاء فريق لكرة القدم انطلق من البطولة المهنية وانتهى في القسم الثاني قبل أن ينسحب في هدوء لأنه أصبح مكلفا، لكنه، للأمانة، ساهم في حل الكثير من مشاكل الوداد، خاصة في مجال تشغيل اللاعبين، لأن التشغيل يعني الاستقرار في زمن لم يكن فيه الاحتراف قد دخل، لهذا أنا أقول إن الوداد كان سباقا إلى ضمان مستقبل لاعبيه، قبل كل الفرق المغربية باستثناء الجيش الملكي الذي كان يشغل لاعبيه في السلك العسكري. لقد عمل في مؤسسة «لوسيو» رموز الوداد أذكر منهم: القدميري والزهر، والهجامي وعمر وجوماد، وغيرهم من لاعبي الفريق، كما أن عبد الصمد الكنفاوي كان كاتبا عاما لهذه المؤسسة التي ساهمت في دعم الفلاحة والفلاحين.
لكن هذه المؤسسة ستختفي ولم يعد لها ذكر، لماذا؟
في السنوات الأخيرة قررت الحكومة إعدام مكتب التسويق والتصدير، وذلك بموجب مشروع قانون يتعلق بحل المكتب وتصفيته، بعد تسجيل اختلالات مالية وإدارية خطيرة رصدها تقرير أنجزه المجلس الأعلى للحسابات وتقرير آخر أنجزته لجنة برلمانية لتقصي الحقائق شكلها مجلس المستشارين، كما تقرر تحويل المكتب إلى شركة تحمل اسم الشركة المغربية للتسويق والتصدير، بسبب الإفلاس والعجز الذي عرفه المكتب وتراجعه عن أداء مهامه ووظائفه التي تأسس من أجلها سنة 1965، وسجلت تجاوزات وصفت بالخطيرة في الفترة الممتدة من 2002 إلى 2008.
كيف سيتم نقل مكوار من مكتب التسويق والتصدير إلى وزارة الخارجية؟
ما لا يعرفه الناس، وحتى كثير من الوداديين، أن مكوار كان مرشحا لمنصب وزير للشباب والرياضة، قبل الطاهري الجوطي الذي كان طبيبا للوداد، لكن القصر اعترض وبالتحديد الأمير مولاي عبد الله. ليتم ملء المنصب الشاغر بودادي آخر هو الجوطي، الذي شغل مناصب قيادية في الوداد قبل أن يعين وزيرا للرياضة والشباب في بداية السبعينات، وحين كلف الطاهري الجوطي بهذه المهمة ضمني إلى ديوانه بترخيص كتابي من المدير العام للأمن الوطني.
ما الأسباب وراء انتقال مكوار من الفلاحة إلى الديبلوماسية؟
كان عبد الرزاق مكوار في مكتبه بإدارة مكتب التسويق والتصدير حين تلقى ذات صباح مكالمة هاتفية حملته على عجل إلى مقر وزارة الخارجية، وعلى الفور أشعر بقرار الملك الحسن الثاني بتعيينه سفيرا للمغرب في مدينة لاهاي الهولندية، حيث يوجد مقر محكمة العدل الدولية، التي عرض عليها آنذاك ملف النزاع حول الصحراء بين المغرب وإسبانيا.