لجأ مقاول يتحدر من مدينة الدار البيضاء إلى بقايا الأتربة الطينية على جنبات وديان بمنطقة الغرب، بعدما حولها إلى مقالع ونقلها عبر شاحنات، من أجل إنجاز أشغال مشروع بناء قنطرتين على واد مشرع اردم، الموجود بجماعة دار العسلوجي، مسقط رأس عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل.
وأكدت مصادر مطلعة، أن صاحب المشروع الفائز بصفقة بناء القنطرتين من وزارة التجهيز والنقل، اضطر إلى الاستعانة بآلاف الأطنان من أتربة الوديان، التي عملت وزارة الفلاحة على جرفها من الترسبات، وحولها إلى مقالع دون ترخيص من الجهات الوصية، بعدما قام بتسخير جرافة والمئات من الشاحنات لهذا الغرض.
وزادت المصادر نفسها، أن المقاول المذكور استغل هذه الأتربة الطينية مجانا، عوض اللجوء إلى مقالع مرخصة ذات جودة منصوص عليها قانونا، حسب دفاتر التحملات ذات الصلة، من أجل التملص من مصاريف مالية.
واستغرب العديد من المواطنين بمنطقة دار العسلوجي صمت السلطات ومندوبية وزارة التجهيز والنقل بسيدي قاسم، حول عمليات نقل هذه الأتربة ومدى جودتها واحترامها للشروط المنصوص عليها، لإنجاز مشروع بناء القنطرتين، خاصة وأن المنطقة مهددة بالفيضانات كل موسم شتاء.
وأضاف المتحدثون أنفسهم، أن عملية البناء التي تتم بطريقة مشبوهة ستكون لها انعكاسات على المنطقة، خاصة في الفيضانات، حيث تشكل الأتربة المحاذية للوديان التي استغلها المقاول ونقلها لإنجاز الأشغال، متاريس تحمي الحقول الفلاحية من سيول مياه الفيضانات.
وطالب فلاحون من منطقة دار العسلوجي والحوافات في حديثهم لـ«الأخبار»، السلطات ووزارة الفلاحة بالوقوف على هذه الخروقات، وفتح تحقيق مع المتسببين في تدمير العديد من جنبات هذه الوديان، التي تحمي حقولهم الفلاحية خلال الفيضانات بالمنطقة.
وأضاف المتحدثون ذاتهم، أن جشع المقاولين بعدم احترامهم لجودة بناء الأشغال بأتربة ذات جودة عالية، سيؤدي لا محالة إلى انهيار هذه القناطر، خلال الفيضانات التي تضرب المنطقة سالفة الذكر.