شوف تشوف

الرئيسيةخاص

مغربيات غير زواجهن بأجانب حياتهن

غنية دجبار
جواز السفر، الجنسية، الوضعية المادية، المكانة الاجتماعية. هذه بعض الامتيازات التي تحظى بها الفتاة التي تتزوج رجلا مقيما في الخارج.
الحلم بأشياء يصعب تحقيقها في البلد الأصلي، وعيش حياة الترف والبذخ، وزيارة دول العالم، يدفع ببعض الشابات إلى التضحية بقربهن من أهلهن لإدراك بعض المتمنيات. لكن هل هذه الأشياء التي تطمح إليها هؤلاء الفتيات سيحصلن عليها حقا في أرض الواقع، أم أن الحصول على جواز سفر إضافي وجنسية جديدة ما هما إلا أوراق لن تغير من حياتهن شيئا، خاصة عندما يرتبطن بالشخص الخطأ؟
التعايش مع الغربة والاندماج في مجتمع جديد ليس بالأمر السهل، ويتطلب سندا كبيرا من طرف الزوج الذي كان سببا في تخلي تلك الفتاة عن جذورها. لكن ماذا لو كان ذلك الزوج عبئا على الزوجة لا سندا لها، فحول ذلك الحلم الوردي إلى كابوس لا ينتهي؟
أسئلة كثيرة يجب أن تطرحها الفتاة المغربية على نفسها قبل خوض التجربة التي ستحدد مصيرها وتغير مستقبلها كليا.

فتيات كثيرات كن صاحبات القرار بخصوص الارتباط بأزواج أجانب وأخريات فرض عليهن هذا الزواج. خلف هذا الاختيار أو ذاك القرار، ثمة قصص سعيدة وأخرى حزينة، في حين يظل الاحساس بالغربة والحنين إلى الأهل القاسم المشترك بين كل من كان مكتوبا عليهن الزواج في الخارج.

فاطمة: «الزواج في الخارج كان إجبارا لا اختيارا»
فاطمة (50سنة) مغربية متزوجة من جزائري، وهي الآن مستقرة منذ أكثر من خمس وعشرين سنة بالجزائر. فاطمة التي فتحت قلبها لـ»الأخبار» كشفت عن بعض تفاصيل حكايتها قائلة: «لطالما كانت حياتي صعبة، فلم أذكر أنني كنت سعيدة في أي مرحلة من حياتي. للأسف أمي لم تكن تلك الأم الحنونة التي تخاف على أبنائها، بل على العكس كانت دائما ما تبحث عن راحتها هي، لدرجة أنني كنت أنا وأختي الكبرى من نقوم بالأعمال المنزلية كلها، حتى أننا اضطررنا لترك الدراسة للتفرغ لأمور المنزل. ولأن أمي لا يهمها الأمر لم تعارض قرارنا».
وتضيف: «مرت السنوات وكبرت ولم يتغير أي شيء ظلت أمي على حالها وظل روتيني اليومي كما هو، كنت دائما أنتظر ذلك الحبل الذي سيمتد لي لإنقاذي من هذه الحياة.
إلى أن أتى اليوم التي ستزف لي فيه أمي الخبر السار أو بالأحرى الخبر الذي كنت أضنه سارا.»
تقدم لفاطمة شاب من عائلتها يقطن بالجزائر، كانت قد رأته لمرة واحدة في حياتها. هذه الفتاة التي كانت تظن أن الحظ قد ابتسم لها أخيرا ستنهار كل آمالها. فقد كانت فاطمة متخوفة من الهجرة والعيش في بلد غريب خاصة وأنها خجولة وحساسة بطبعها.
ولأن القرار لم يكن بيدها، وجدت فاطمة نفسها بين ليلة وضحاها متزوجة برجل غريب أخذها لتعيش معه في الجزائر.
تسترسل فاطمة قائلة: «الأوضاع الأمنية في الجزائر كانت صعبة حينها، فالإرهاب كان متفشيا وأنا كنت أظل طول اليوم وحيدة في البيت، لدرجة أنني أصبحت لو سمعت صوتا بسيطا أظن أن الارهابيين أتوا لاقتحام المنزل.
عشت أصعب لحظات حياتي في السنوات الأولى من زواجي، وللأسف لم أكن أستطيع حتى الذهاب لزيارة أهلي في المغرب لأن إمكانيات زوجي المادية كانت لا تسمح له بذلك إلا نادرا. لم أكن أعرف كيف باستطاعة أم التخلي بهذه السهولة عن ابنتها، كيف يمكنها أن ترسلها لبلد آخر وهي تعرف أن الظروف الأمنية خطيرة والموت عنوان بارز لسكان ذلك البلد. الحمد لله أنا اليوم أم لابنتين ولن اسمح لبناتي بالابتعاد عني مهما كانت الأسباب».

mariage

حسناء: «زواجي في الخارج كان نقمة لا نعمة»
بخلاف فاطمة، التي لم يكن الزواج في الخارج قرارها، التقت «الأخبار» بحسناء التي كانت صاحبة قرارها بخصوص الارتباط والإقامة بالخارج.
سيدة جميلة أو بالأحرى اسم على مسمى، هي الآن متزوجة من رجل مغربي يقطن بالنرويج ورزقت منه بابنتين.
تقول حسناء لـ»الأخبار»: «أنا للأسف من حددت مصيري، وأقول للأسف لأنني اتخذت أسوأ قرار في حياتي. فبعد أن حصلت على شهادة الباكالوريا كان هدفي الوحيد هو أن أتزوج، لم أفكر لا في الدراسة ولا في مستقبلي المهني، فكرت فقط في تغيير لقب عزباء بلقب متزوجة.
ربما جمالي كان أيضا سببا في نمو فكرة الزواج ببالي، فالكل كان يثني على جمالي ويقول أنني الفتاة التي يحلم بها أي شاب».
تقدم الكثيرون لخطبة حسناء، ولكن أهلها كانوا يرفضون، إلى أن تقدم لها شاب يكبرها بخمسة عشر سنة ويقطن بالنرويج.
ظروف رشيد المعيشية كانت عادية كونه يمتلك مطعما صغيرا، ولكن والدي حسناء كان هدفهما هو حصول ابنتهما على الجنسية. فـ»بالرغم من أن رشيد لم يكن وسيما إلا أنني لم أرفض الزواج به، لأنني وكما قلت سابقا كان همي الوحيد هو الزواج»، تقول حسناء.
ولكن هذا العريس الذي اعتبره أهلي «همزة» أصبح نقمة، فقد كان يتركني طوال اليوم لوحدي، كان يسيء معاملتي، وكأن غرضه الوحيد من زواجه بي هو إشباع رغباته الجنسية.
الشيء الوحيد الذي أصبر من أجله الآن ويهين علي صعوبة الغربة هو أولادي، ولولاهم لكنت انفصلت عن زوجي ورجعت للعيش بين أهلي».

ليلى : «الزواج برجل في الخارج يجب أن يكون عن اقتناع»
قصة زواج ليلى تختلف تماما عن فاطمة وحسناء، فقد هاجرت ليلى إلى فرنسا بعد حصولها على شهادة الباكالوريا، استقرت بمدينة باريس حيث التحقت بالجامعة. تعرفت هناك ليلى على شاب كان يدرس معها، تطورت علاقتهما لتصبح علاقة حب.
تقول ليلى في حديث لـ»الأخبار»: «قصة حبنا دامت لخمس سنوات، وفي اليوم الذي كنا سنحصل فيه على الماجستير طلب منى عادل الزواج. سعادتي بطلبه كانت أكبر من سعادتي بحصولي على الماجستير. وافقت فورا على طلبه لنتوجه بعدها إلى المغرب حيث سيتعرف عادل على أسرتي الصغير.
بعد تعرف والدي على عادل وافقا عليه فورا لشعورهما بمدى حبه لي. تمت مراسم الزفاف سريعا، لنتمكن أنا وعادل من الرجوع إلى فرنسا قصد التحاق عادل بعمله. لا أنكر بأنني لم أكن أنوي العيش في فرنسا بعد إتمام دراستي، ولكن «ما كتمشي غير فينما مشاك الله» كما يقال. فالغربة ليست سهلة بتاتا ولكنني أحمد الله أنني وجدت زوجا محبا، طيبا وحنونا عوضني عن حنان أهلي، فهو سندي في الحياة ولم يجعلني أشعر ولو للحظة أنني اتخذت القرار الخطأ عندما وافقت على الزواج به».
ترى ليلى أن الغربة أمر ليس سهلا واتخاذ قرار الاغتراب يجب أن يتم عن اقتناع تام خاصة في ما يخص الزواج، لأن «التفاهم والتوافق مهمان بين الزوجين حتى يستطيعان التعايش سويا في بلاد الاغتراب»، تقول ليلى.

هناء: «بداية زواجي تشبه مسلسلا مصريا»
رجل في الخامسة والأربعين من عمره تعرف عن طريق الأنترنيت على فتاة مغربية شابة في العشرين من عمرها.
تطورت بينهما العلاقة ليطلب مدحت من هناء الزواج. هذه الأخيرة كانت متخوفة من هذه الخطوة خاصة وأن فرق السن بينهما كان كبيرا وأيضا لأنها ستضطر للاستقرار بمصر فتبتعد عن أهلها، وتترك عملها.
بعد إلحاح كبير من مدحت اقتنعت هناء وطلبت منه المجيئ إلى المغرب ليتقدم لها رسميا. تقول هناء لـ»الأخبار»: «أهلي لم يكن من السهل إقناعهم بهذا العريس المصري، فلم تكن فيه أي مميزات تجعلني أضحي بقربي من أهلي لأجله، ولكن القسمة والنصيب لعبت دورها وتزوجت بمدحت».
وتضيف: «بعد أن كنت أقطن قرب مسجد الحسن الثاني، ها أنا أجد نفسي بين أحضان الأهرامات. كانت الأيام الأولى من زواجي كالحلم، لأنني كنت أكتشف هذا البلد الذي لطالما حلمت بزيارته، وبما أن زوجي كان يسكن بحي شعبي فكنت أشعر وكأنني في مسلسل مصري. ولكن سرعان ما اختفى هذا الانبهار لأرجع إلى أرض الواقع، واستنتج أنني تركت بيت أهلي الذي كان يطل على البحر، لأقطن في حارة بأحد أخطر الأحياء الشعبية في مصر.
كنت أشعر وكأنني عنصرا غريبا وسط كل أولئك الناس، نعم هم طيبون واجتماعيون، ولكن هذا ليس عالمي».
هناء تلك الفتاة التي كانت دائمة الابتسام، أصبحت الآن دائمة البكاء وسريعة الغضب.
مرت الشهور ورزقت هناء بابنة اسمتها شيرين، ولكن شيرين لم يكتب لها العيش في مصر، فقيام الثورة جعل هناء تطالب زوجها بالعودة للمغرب، لأنها لن تستطيع العيش في ظل تلك الظروف الصعبة. فعاد الزوجان إلى الدار البيضاء وبالضبط إلى بيت أهلها حيث أصبحا يعيشان عالة عليهم، لأن مدحت لم يستطع أن يجد وظيفة، لذلك اضطرت هناء للعمل بأحد مراكز الاتصال، حتى تتمكن من مساعدة أهلها في المصاريف.
تقول هناء: «نعم أؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب، ولكن الحب ليس هو كل شيء في العلاقة الزوجية. ويجب التفكير جيدا في هذا القرار قبل «وقوع الفاس فالراس»».

سليمة: «زواجي من أجنبي كان ولازال كالحلم»
«بعد أن فقدت الأمل في الزواج، ها أنا أجد فارس أحلامي»، هكذا استهلت سليمة (50 سنة) حديثها إلى «الأخبار»، تقول: «كنت قد بلغت الخامسة والأربعين من عمري ولم أتزوج بعد، لم أعد أفكر في الزواج كثيرا، فكان كل اهتمامي منصبا على العمل. وفي مرة من المرات، أرسلتني الشركة التي كنت أعمل بها لحضور أحد المؤتمرات بمدينة لندن.
ولكنني لم أكن أعرف أن هذا السفر سيحمل لي مفاجأة سارة. فقد تمكنت من خلال هذا السفر من لقاء نصفي الثاني، رجل وسيم وأصله سويسري.
كان المشكل الوحيد المطروح هو ديانته، فقد كان مسيحيا، الشيء الذي يعيق زواجنا أنا وهو. ولكن لم أكن أتوقع أن حبه لي سيجعله يتخلى عن ديانته ليعتنق الإسلام وعن قناعة.
لويس الذي كنت أتواصل معه فقط عن طريق الهاتف، فاجأني بحضوره للمغرب ورغبته بالزواج بي.
لويس الذي أصبح اسمه الآن محمد، تزوجت به على سنة الله ورسوله. الحمد لله أنا الآن أعيش أسعد لحظات حياتي قرب زوجي، وبالرغم من أنني ابتعدت عن بلدي وأهلي إلا أن زوجي عوضني عن كل ذلك».

ft

عبد الفتاح بهجاجي : «نسبة نجاح الزواج من أجنبي أقل من نسبة نجاح الزواج بمغربي يقطن بالخارج»

  • ما هي الأسباب التي تجعل بعض النساء يخترن الزواج برجال يقطنون بالخارج؟

أولا، غالبا ما يكون السبب اجتماعيا، كأن تكون الفتاة غير حاصلة على شهادة أو توقفت عن الدراسة، أو لأنها لا تعمل بوظيفة قارة.
ثانيا، سبب اقتصادي وهو الرغبة في الارتقاء الاجتماعي، على اعتبار أن الرجل الذي يقطن بالخارج سواء كان مغربيا أو من جنسية مختلفة، فإن وضعيته الاجتماعية والمادية تكون جيدة. وثالثا، سبب نفسي وهو لغرض التفاخر.

  • هل هناك فرق بين الزواج برجل مغربي يقطن بالخارج والزواج برجل غير مغربي؟

الفرق يكمن في أن اندماج المرأة في الحياة الأسرية يكون أسهل لو ارتبطت بزوج مغربي، وذلك لأن لديهما نفس الثقافة والعقلية… عكس الزوج الأجنبي الذي ستجد مشكلا في الاندماج معه لأن عاداته وتقاليده تختلف تماما عن عاداتها وتقاليدها.
لهذه الأسباب تصبح نسبة نجاح الزواج من أجنبي أقل من نسبة نجاح الزواج بمغربي يقطن بالخارج، وذلك لأن المرأة تتطلب مدة طويلة وصبرا كبيرا لتندمج في حياتها الزوجية مع أجنبي.

  • كيف تؤثر الغربة على نفسية المرأة؟

أولا المرأة تجد مشكلة في التواصل بسبب اللغة، وهذا ما يجعلها رهينة بالزوج في كل خطواتها. ثانيا، عندما تتزوج المرأة في الخارج، فإنها غالبا ما تصبح ربة بيت ومع غياب الأهل والأصدقاء، فإنها تعيش فراغا كبيرا.
وثالثا، لا تستطيع التنقل بحرية بسبب صعوبة حصولها على رخصة السياقة.
كل هذه الأمور تؤثر سلبا على نفسيتها لأنها تجد صعوبة في التعايش والاندماج مع وضعها الجديد.

  • ما هي سلبيات وإيجابيات الارتباط بزوج في الخارج؟

برأيي الخاص، سلبيات الزواج في الخارج أكثر بكثير من إيجابياته. فلو كانت المرأة صبورة ولها رغبة كبيرة في التعلم والاندماج…فإنها لن تجد مشاكل كثيرة.
أما لو كان العكس، ففي هذه الحالة ستكون السلبيات كثيرة، فمن الناحية النفسية، ستشعر بالوحدة والانعزال وصعوبة التعايش مع المحيط الخارجي أو حتى مع الزوج في حال كان أجنبيا.
ومن الناحية المادية، فإنها تصبح رهينة بالزوج لأنه هو الوحيد الذي يعيلها.
والسلبيات تكمن أيضا في الأبناء في حال تم الانفصال، ويصبح الأبناء في هذه الحالة هم الضحايا.

  • ما هي نصيحتك للفتيات المقبلات على الزواج واللواتي يردن الزواج برجال يقطنون في الخارج؟

الزواج المختلط ليس جنة كما تعتقد الكثيرات، فهو ليس جواز سفر وجنسية. فأولا يجب التفكير في السلبيات قبل الايجابيات.
وأيضا التفكير في المشاكل التي قد تنتج عن هذا الزواج وخاصة فيما يخص الأبناء.
فمن الأفضل أن تكون الفتاة تتمتع بمستوى تقافي عالي حتى تضمن اندماجها في تلك الدولة التي ستهاجر إليها وإلا فإن نسبة نجاح هذا الزواج تظل ضعيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى