مغاربة الحرب العالمية الأولى.. جيل المظلومين
الأخبار
لم يُكتب لهؤلاء «المساكين» أن يُخلد التاريخ بطولتهم كما وقع مع مغاربة الحرب العالمية الثانية الذين اكتسبوا شهرة واسعة وتم تكريمهم في فرنسا ومنهم من أدمج في الجيش الفرنسي أو استفاد من نياشين الحرب لكي يترقى عسكريا في المغرب سواء قبل الاستقلال أو بعده.
الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى كانوا أقل حظا، وحتى المؤرخون الفرنسيون لا يتوفرون إلى اليوم على معلومات دقيقة بشأن مشاركة المغاربة في هذه الحرب، اللهم إلا ما تتوفر عليه السجلات العسكرية الفرنسية بهذا الخصوص.
في شهر غشت 1914، ومع حرارة الصيف اللافحة، كانت مدينة الدار البيضاء تغلي غليانا حقيقيا، بسبب حرارة الجو وتراجع الموسم الفلاحي بسبب الجفاف وانتشار المجاعة. وقتها كان وزير الدفاع الفرنسي يجري مكالماته الهاتفية مع الإقامة العامة الفرنسية في الرباط بشكل مباشر. كان وقتها المقيم العام «ليوطي» يبسط نفوذه في المغرب ولم تكن تبدو له مهمة إشراك المغاربة في الحرب لصالح فرنسا مهمة مستحيلة.
تقول بعض المعطيات التاريخية إن فرنسا لم تكن تفكر أصلا في اللجوء إلى خدمات المغاربة في الحرب العالمية الأولى، رغم أن وزارة الدفاع الفرنسية وقتها كانت قد راسلت عددا من المستعمرات خصوصا في إفريقيا لجلب جنود احتياطيين تم تدريبهم سلفا وإعدادهم لخوض الحرب في صفوف الجيش الفرنسي، ولم يكن المغرب، حسب نفس المعطيات، في اللائحة.
سيتضح لاحقا أن فرنسا كانت تحتاج 10 ملايين جندي غير حامل للجنسية الفرنسية لخوض الحرب لصالحها، خصوصا في الفترة التي كان فيها الجيش الفرنسي يعاني من خناق التضييق في الميدان. لكن كيف تم جلب المغاربة لخوض الحرب؟
كان 4500 مواطن مغربي، حسب الأرشيف الرسمي الفرنسي، بدون أية خبرة حربية إطلاقا، قد اقتيدوا ليخوضوا الحرب لصالح الجمهورية الفرنسية في الحرب العالمية الأولى التي لم يكن المغاربة تقريبا يعلمون عنها أي شيء. أما كيف وصل هؤلاء المغاربة إلى فرنسا، فلا أحد يقدم معطيات دقيقة في الموضوع. تقول بعض الروايات التاريخية إن كل ما في الأمر أن الإقامة العامة الفرنسية لجأت إلى سد خصاص حاصل في دفعة قادمة من الجزائر، وارتأت أن تنسق مع الإدارة الفرنسية هناك لكي تُنزل عددا من المُجندين الجدد لخوض الحرب، وهكذا تم جلب 4500 مغربي فقط قُدّمت لهم إغراءات في المغرب ومكافآت مالية، رأى فيها الكثيرون هروبا من الجوع وحلا لمشاكلهم العائلية، خصوصا وأن المغاربة وقتها كانوا يعيشون جفافا ومجاعات خانقة خصوصا في البوادي.
المشاركة الأولية لهؤلاء المجندين الذين كانوا يحاربون لصالح فرنسا بـ«الجلابة» المغربية جعلت وزارة الدفاع الفرنسية تفكر في جلب المزيد منهم. إذ أن الضباط المسؤولين عن وحدات الجيش التي وُزع عليها المغاربة المُجندين، كتبوا في تقاريرهم أن هؤلاء أبانوا عن استماتة في الدفاع عن العلم الفرنسي. وهكذا تم اللجوء مجددا إلى خدمات المغاربة، لكن هذه المرة وصل عدد المُجندين إلى 45 ألف جندي. وحسب تقارير عسكرية فرنسية فإن عدد المغاربة في الدفعة الثانية لم يتجاوز 40 ألفا فقط. كان هناك تضارب في الروايات الرسمية بشأن العدد الرسمي للمشاركين. لم تكن الإدارة الفرنسية دقيقة؟ الله أعلم.
هكذا حارب شبان القرى المنسية في فرنسا بـ«الجلابة»..
من 4500 جندي مبتدئ لا يعرفون عن الحرب أي شيء، إلى 45 ألف مجند تم توزيعهم على مناطق الخطوط الأمامية، وليس في القوات الاحتياطية كما هو شأن بعض مجندي الدول الإفريقية الأخرى التي شاركت في الحرب العالمية الأولى.
كان العالم لا يعرف ثورات الاتصال التي استفاد منها المجال العسكري أولا. وهكذا كانت المراسلات التي تهم توظيف المغاربة في الحرب العالمية الأولى، بطيئة. لكنها كانت تحمل لهم كثيرا من المفاجآت التي أودت بحياة أغلبهم، ولم تخصص لهم إدارة وزارة الدفاع الفرنسية أي إسعاف أو محاولات إنقاذ، رغم أن التقارير العسكرية كانت في بعض الحالات تقول إن الفيلق المكون من المغاربة قد أصيبوا جميعا في بعض المواقع التي كانت فيها المواجهات ساخنة.
يتعلق الأمر بمواجهات شتنبر 1914، والتي أدت، رغم الخسارات التي تكبدها الجيش الفرنسي، إلى تحرير جزء مهم من التراب الفرنسي.
في مواجهات «لامارن» شهر شتنبر، كان الموقف الفرنسي في البداية مُحرجا. الصحافة الفرنسية كانت تكتب رغم التضييق الذي مورس عليها عن الظروف العصيبة والضغط الذي تعيشه وزارة الدفاع، خصوصا وأن بعض القرى الفرنسية اجتيحت عن آخرها وأحرقت المنازل، ونزح المواطنون الفرنسيون هناك بشكل جماعي إما خوفا من احتمال غزو ألماني أو ترقبا لانتقام من القوات القادمة من النمسا، والتي كانت تشكل حلفا قويا مع الألمان.
جندت فرنسا إعلامها المحلي لرفع معنويات الجنود الفرنسيين، لكنها لم تخصص أي حيز في إعلامها للجنسيات الأخرى التي كانت تقاتل لصالح فرنسا، والذين تم جلبهم من المستعمرات.
حاول الألمان التأثير إعلاميا على المُجندين غير الفرنسيين، لكن الفكرة سرعان ما تم التخلي عنها عندما علم الألمان أن المغاربة المشاركين أميون لم يكونوا يتواصلون بالفرنسية ولا يعرفون أي شيء تقريبا عن لغة موليير، حتى أن معظمهم كانوا يتواصلون مع رؤساء الوحدات بالإشارات، وكانوا يتلقون تعليمات عن طريق المترجمين، قبل التوغل في الميدان، مفادها أن يتقدموا إلى الأمام وألا يلتفتوا خلفهم نهائيا، وهو الأمر الذي عرّض الآلاف منهم للوفاة بشكل فوري، بمجرد اشتعال فتيل المواجهة.
وعلى ذكر المستوى الثقافي لهؤلاء المُجندين المغاربة، فإنهم جميعا كانوا قد تلقوا تعليمهم الأولي في المدارس العتيقة بالمغرب، ولم يكن لديهم أي انتماء وطني. نحن نتحدث عن فترة 1914، التي لم تكن خلالها الحركة الوطنية قد بدأت في توعية المواطنين بضرورة مواجهة فرنسا.
فات المغاربة إذن أن يكونوا موقفا ضد مناصرة فرنسا في حربها. لكن المناطق الجبلية في الجنوب المغربي خصوصا في القرى المتاخمة لمنطقة الأطلس، كانت قد كوّنت موقفا عدائيا من فرنسا، بسبب المذابح التي ارتكبها الجيش الفرنسي لإخضاع القرى للحماية الفرنسية. هؤلاء كانوا يعادون فرنسا ولم يتم استقطابهم للحرب أصلا، بحكم أن الجيش الفرنسي كان يخوض حروبا يومية ضد رجال القبائل المتمردين على اتفاقية الحماية التي جمعت فرنسا بالمغرب، ولم يكن وقتها قد مضى عليها أكثر من عامين.
وهكذا فإن المغاربة الذين شُحنوا في الباخرة لأول مرة لكي يشاركوا في الجيش الفرنسي، كانوا في الأغلب من سكان المناطق القريبة من النقط الخاضعة للإدارة الفرنسية. لم يكن الأمر يتعلق بـ«متطوعين» كما روج الإعلام الفرنسي في وقت الحرب، بل إن المغاربة المشاركين تم شحنهم في الشاحنات من بعض المناطق بتواطؤ مع أعوان السلطة المغاربة الذين اعتُبروا لاحقا خونة، وتم إعداد لوائح الـ4500 مشارك الأوائل. كانوا كلهم يرتدون الجلابة المغربية، ولم يفلح ضباط الجيش في الميدان في التواصل معهم، خصوصا وأن التدريب الذي تلقوه كان أوليا فقط ولم يكونوا مؤهلين عمليا لخوض حرب على طريقة الجيوش المدرّبة تدريبا عاليا. وهكذا كانوا يهرولون بجلابيبهم في الخطوط الأمامية، استعملتهم فرنسا كمصد لوابل الرصاص القادم من جهة العدو.
لكن المفاجأة الصادمة أن فرنسا لا تتوفر إلى اليوم على أية معطيات دقيقة بشأن مصيرهم ولا المناطق التي توفي فيها أغلبهم وهم يدافعون عن العلم الفرنسي. كل ما يسجله الأرشيف أن نسبة قليلة فقط من الناجين عادوا إلى المغرب، قبل أن تلجأ فرنسا إلى الدفعة الأخرى التي كان عددها يتجاوز 40 ألف جندي، عاشوا تجربة رهيبة في فرنسا، في عز الشتاء والصقيع.
أغلب المُجندين كان اسمهم «محمد» والجيش أعفاهم من حلق اللحية
هناك نصب تذكاري في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وفي بعض القرى الفرنسية الحدودية، خصوصا على الحدود مع ألمانيا، يؤرخ للمواجهات الدامية بين الجيش الفرنسي والجيش الألماني وحلفائه خصوصا النمسا وبلغاريا. هذه النصب التذكارية لم تكن كلها تخلد مشاركة المغاربة في الحرب العالمية الأولى رغم أن مشاركتهم كانت هي التي حسمت الحرب لصالح فرنسا بطريقة أو بأخرى.
إذ أن المواجهات التي كان فيها المغاربة في الصفوف الأولى، كانت تعرف خسائر أقل في صفوف الفرنسيين. والسبب أن المغاربة كانوا يتلقون تلك الضربات بدل قوات الجيش الفرنسي الذين كانوا مدربين جيدا على المناورة، وسبق لهم خوض حروب دموية في المستعمرات. لكن إيقاع الحرب العالمية الأولى كان مختلفا.
الألمان أنفسهم يشهدون أنهم تلقوا تهديدات عسكرية من المجندين المغاربة، خصوصا في المرات التي قادت فيها فرنسا إنزالات عسكرية على الميدان باستعمال المشاة. إذ أن كل المغاربة المشاركين كانوا مشاة، ولم يكن منهم رماة أو راكبون في الدبابات. لأنهم ببساطة بدون خبرة عسكرية تُذكر، وبالكاد كانت فرنسا «تستعمل» لياقتهم البدنية في الحرب. ورغم ذلك فإن فرنسا لم تنسب أي فضل لهؤلاء المغاربة الـ45 ألفا الذين جُندوا لرفع راية فرنسا.
كانت التعليمات العسكرية صارمة، لكنها لم تشمل المغاربة خلال سنة 1914 وما بعدها إلى نهاية الحرب سنة 1918. إذ كانت التعليمات التي وضعها الجنرالات العسكريون الفرنسيون تلزم الجنود الفرنسيين من كل الرتب بقواعد تتعلق بالهندام العسكري والنظام. لكن المغاربة كانوا خارج هذه الترتيبات، إذ كانوا يرتدون الجلابة المغربية، وكما هو حال أغلب المغاربة وقتها، فقد كان المشاركون في الحرب العالمية الأولى يرتدون الجلابة المغربية الصوفية، اتقاء لشر البرد، بالإضافة إلى أن المغاربة لم يكونوا بعد قد تآلفوا مع السروال «الأوربي». بالإضافة إلى إعفائهم من إجبارية حلق ذقونهم، والسبب راجع إلى أنهم كانوا في أغلب الأوقات يرابطون في الخيام العشوائية التي تنصب في أماكن استراحة زحف القوات الفرنسية نحو المواجهات، ولم يكونوا يقيمون في الثكنات العسكرية ولم يتكونوا في أي منها عسكريا لكي يسري عليهم النظام.
هنا نثير مسألة الأسماء التي شارك بها المجندون المغاربة في الحرب. فقد كانت المكاتب التي وضعتها فرنسا لتسجيلهم في الدار البيضاء والرباط، أمام مشكل يتعلق بهوية المشاركين. ولولا أن فرنسا كانت تحاول ضبط عدد المشاركين من المغرب لتدبير إدماجهم في جبهات القتال، لكان التسجيل عشوائيا. ورغم ذلك فقد وجدت إدارة الجيش مشاكل تتعلق بأسماء المجندين القادمين من المغرب، إذ كانت كل الأسماء تتشابه، خصوصا وأن المغرب وقتها لم يكن يعتمد أي نظام تسجيل للأسماء. كان أعوان السلطة المغاربة من قياد وباشاوات ممن أصبحوا أصدقاء فرنسا لاتقاء شرها بعد 1912، سهلوا كثيرا عمليات التسجيل وكانوا حاضرين خلالها أيضا ولوحظ أن السواد الأعظم من المسجلين كانوا يحملون اسم «محمد». حتى أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وجدوا أن آلاف المفقودين داخل وحدات الجيش، كانوا يحملون نفس الاسم.
مواجهات «أرتوا» «فردان».. بطولات صنعها المغاربة
لم يكن واضحا بالضبط عدد المشاركات الدقيقة أو تفاصيل العمليات العسكرية التي ساهم المغاربة في حسمها لصالح فرنسا. نحن نتحدث هنا عن حرب ضارية شارك فيها ملايين المجندين، وكان ضحاياها أيضا بالملايين. لكن رقم المشاركة المغربية كان مهما أيضا، بحكم أنه لم تكن قد مضت على توقيع معاهدة الحماية مع المغرب سوى فترة قصيرة لم تتعد السنتين. لذلك فإن فرنسا في البداية لم تكن تفكر في «استعمال» المغاربة في هذه الحرب نظرا للمشاكل الداخلية التي تتخبط فيها لبسط نفوذها داخل «الإيالة الشريفة».
أما وقد وجدت فرنسا إمكانية إدخال المغرب في هذه الحرب واردة، فقد أصبح هؤلاء المشاركون ورقة رئيسية في الحرب. إذ أن الملاحظ أن فرنسا وضعتهم في أكثر الخطوط حرارة واختناقا، بعكس بعض الجنسيات الأخرى الذين تم استعمالهم كجيش احتياطي صرفت عليها وقتها ملايين الفرنكات الفرنسية في انتظار الحاجة إليه. وتكرر الأمر في الحرب العالمية الثانية أيضا، بعد أن أصبحت فرنسا تملك تصورا واضحا عن القدرات العسكرية للشبان المغاربة.
بالعودة إلى الحرب العالمية الأولى، فإن ما بعد شهر شتنبر 1914 كان صادما للفرنسيين. اكتشفوا لأول مرة قوة المُجندين المغاربة وقدرتهم على الزحف وسط وابل الرصاص والقصف. لذلك تم اللجوء إلى استقدام آخرين، بحسب الأعداد الرسمية المذكورة، وتم توزيعهم مباشرة على وحدات الجيش الفرنسي في الصفوف الأمامية للمواجهات.
كانت هذه المواجهات التي قادتها فرنسا دفاعية ولم تكن توسعية في الغالب، فقد كان الألمان يكتسحون كل شيء، وهكذا تفرغت فرنسا لمحاولة استرداد ما سلبته منها ألمانيا بالأساس. وطيلة السنوات الثلاثة ونصف التي فصلت بين المشاركة الأولى للمغاربة ونهاية الحرب سنة 1918، فإن المغاربة كانوا دائما موزعين على الخط الأمامي، وسقط منهم الكثيرون، بدون حتى أن تحتسبهم فرنسا، وبقي آخرون في عداد المفقودين بما أن فرنسا لم تعثر على جثثهم في الساحات التي عرفت أشرس المواجهات.
كانت معركة «فردان» واحدة من المعارك المفصلية التي ساهمت في استعادة فرنسا لترابها بشكل غير مباشر، إذا ربطناها مع الأحداث الأخرى التي تمثلت في التأرجح بين الهزائم المتتالية التي أدت لاحقا إلى استعادة فرنسا لزمام الأحداث، واستفادت من أخطاء الألمان على جبهات أخرى لكي تركز قوتها العسكرية في استعادة ما سُلب من الأراضي الفرنسية. وهكذا كان 12 ألف مغربي تقريبا قد ماتوا في سبيل أن تتمكن فرنسا من استرجاع هذه الأراضي. والمثير أنه لا توجد أية معطيات دقيقة بشأن هوية هؤلاء الذين قدموا حياتهم لفرنسا، حتى أن عائلاتهم في المغرب لم يتم إخبارهم بمصير أبنائهم. ولم تفطن فرنسا للأمر إلا بعد نهاية الحرب لكي تُدخل اللوائح المتعلقة بالمنخرطين الأوائل، والتي كتبت بخط الموظفين الذين تولوا تسجيل المجندين في المغرب قبل ترحيلهم إلى الجبهة، ويتم إلحاق اللوائح بقسم الأرشيف، رغم أن فرنسا لم تكن تعرف عن أغلبهم أي شيء إلا معلومات اللوائح.
بقي آخرون إذن في عداد المفقودين خصوصا في معارك «شامبان» و»آرتوا» التي سقط فيها مغاربة كثر بحكم أنهم كانوا في الصفوف الأمامية.
لماذا لم ينصف التاريخ هؤلاء؟ ولماذا لم يكن العائدون منهم إلى المغرب أي مستقبل عسكري؟ ربما كانت الظروف العامة التي مر منها المغرب خلال عشرينات القرن الماضي هي السبب وراء تضخم تهميش أبطال الحرب المنسيين، والذين لم يكونوا محظوظين بنفس الطريقة التي صنع بها المشاركون في الحرب العالمية الثانية عقودا بعد ذلك، المجد العسكري لبعضهم. مات إذن شهود الحرب العالمية الأولى من المغاربة، دون أن يفصحوا عن أسرار الحرب. إذ لا توجد إلى اليوم أي وثيقة تاريخية تخوض في تفاصيل هذه التجربة التي كانت «مغامرة» بكل المقاييس.