شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

معركة في سبيل البقاء

تعيش العديد من الحرف، التي شكلت دائما موردا مهما لاقتصاد البلاد، أسوأ لحظاتها خلال السنتين الأخيرتين مرة بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا، التي أدت إلى تراجع الإنتاج بنسبة 70 في المائة، ومرة بسبب مخلفات الحرب الروسية الأوكرانية التي ما زالت مستمرة، بدون أمل في أن يحظى العالم بلحظة سلم لاستعادة انتعاشته الاقتصادية والمالية.

مقالات ذات صلة

إن القطاع الذى يستحوذ على 6.7 في المائة من الناتج المحلى الإجمالى للبلد، والمشكل من مجموعة من الصناعات الصغيرة والمتوسطة في أسوأ حالاته، ليس فقط بسبب ضعف الرواج الاقتصادي، بل بسبب لهيب أسعار المواد الأولية الذي أصبح يكوي جيب الحرفي والصانع الصغير قبل الزبون، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مبيعاته، وإغلاق الآلاف من الورش، وتشريد الكثير من الحرفيين.

لقد أثبتت الأزمة الدولية أن أكبر عائق أمام الصناع والحرفيين بجانب الرسوم الجمركية، وبدائل الوقود، هو ارتفاع أسعار المواد الأولية التي يحتاجونها، بسبب هدر زمن طويل في وضع استراتيجية للتصنيع لمواد بسيطة، وعلى خلاف صناعة أجزاء السيارات والطائرات التي حققنا فيها قفزات عالمية. إلا أننا فشلنا كدولة في تشجيع صناعات أولية، كان بالإمكان أن تجنب حرفنا وصناعاتنا اليدوية مصير القتل البطيء. فبعض المواد الأولية التي كانت تشترى بدراهم معدودات قبل «كوفيد- 19»، مثل المواد اللاصقة والإبر و«السوميلات» والبلاستيك… أصبحت تستورد بعشرات الدراهم، مع ما يرافق ذلك من ندرة في توفرها، بسبب الاحتكار والمضاربة وارتباك سلسلة الاستيراد.

وللأسف في اللحظة التي كانت فيها الدول تجتهد في صناعة مواد أولية في المتناول، كنا نحن نستصغر الأمر وفضلنا الارتكان إلى سياسة الاستيراد، لكن اليوم بعض الحرفيين مهددون بالإفلاس، بسبب عدم قدرة أصحاب بعض الحرف على شراء مواد قفزت أسعارها إلى أرقام خيالية.

ولذلك يخوض قطاع الصناعات التقليدية واليدوية كفاحا يوميا في سبيل البقاء، ومواجهة سياق كامل متسم بالصعاب، لكن قبل ذلك موسوم بفشل سياسة تصنيعية شاملة، تنظر إلى المستقبل ولا تستصغر تصنيع أي شيء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى