برشيد: مصطفى عفيف
فجرت كارثة طنجة التي راح ضحيتها 28 شخصا بعد ما غمرت مياه الأمطار قبو فيلا سكنية كانت تستغل كمعمل سري للخياطة، قنبلة موقوتة بمدينة برشيد، وهي فضيحة سبق وتطرقت لها «الأخبار» سنة 2018، بعدما رصدت عدسة الجريدة وجود بنايات بتجزئات سكنية حديثة البناء وفيلات تتوفر على تصاميم مرخص لها من طرف جميع المصالح بالرغم من مخالفتها لضوابط التعمير، وحولها أصحابها إلى بنايات تتوفر على «سرداب» أو طوابق تحت أرضية خلافا للتصاميم المصادق عليها من طرف جميع المصالح المعنية، وأن أصحابها استطاعوا الحصول على رخص السكن في غياب المراقبة من طرف الجهات المسؤولة عن التعمير.
كارثة طنجة بمثابة النقطة التي كشفت عن فضائح أخرى بعدد من التجزئات السكنية بمدينة برشيد، والتي يقف وراءها عدد من المنتخبين والأعيان الذين يملكون عددا من البقع الأرضية، منها المتواجدة بتجزئات «نصر الله» و«شامة» و«بركور» و«حي الزهراء» و«ياسمينة»، وهناك فيلات بعدد من أحياء المدينة تتوفر على «سرداب» أو طوابق تحت أرضية، في تناف مع الملف القانوني والتصاميم المصادق عليها من طرف الشباك الوحيد الخاص بالتعمير، والتي أصبحت تستغل في ورشات خارج مراقبة أعين السلطات، كما هو حال معامل سرية بالمدينة يستغل أصحابها عمارات تتوفر على «سراديب»، وهي ورشات سرية باتت تهدد سلامة المواطنين، في وقت تحولت تجزئة نصر الله إلى قنبلة بعدما تحولت سراديب العمارات إلى دور سكنية في غياب أبسط شروط السلامة، هذه الفضيحة تجعل السلطات الإقليمية وخاصة المصالح المختصة بالتعمير في قفص الاتهام وتعجل بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذه الفضيحة التي يمكن أن تتسبب، لا قدر الله، في كارثة إنسانية.