تطوان: حسن الخضراوي
بعدما كان يعول عليها لتعويض زراعة القنب الهندي بشكل عشوائي، أصبحت العديد من الأصوات المهتمة بمستقبل الثروة المائية بمنطقة الشمال، تطالب، خلال الشهور الأخيرة، بوقف زراعة «الأفوكادو» لاستهلاكها كميات كبيرة من المياه للسقي، في ظل أزمة الماء التي تعيشها مناطق بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ودق ناقوس الخطر من قبل وزارة الداخلية للاقتصاد في المادة الحيوية ووقف التبذير وسوء الاستغلال.
وحسب مصادر مطلعة، فإن العديد من المهتمين بالشأن العام المحلي بالشمال طالبوا، المصالح الحكومية المختصة، بالتفكير في أنواع من الزراعة تحقق الاكتفاء الذاتي الوطني ولا تستهلك كميات كبيرة من المياه، ناهيك عن دراسة تطوير المجال الفلاحي ليواكب توجه العالم نحو استهلاك أقل ما يمكن من الثروة المائية وأكبر ما يمكن من الإنتاج، وذلك لأن الإفراط في السقي العشوائي التقليدي يؤدي إلى استنزاف المياه السطحية والفرشة المائية على حد سواء.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن استمرار شبكات زراعة القنب الهندي في استغلال الثروة المائية بشكل عشوائي، يستنزف المادة الحيوية ويهدد بتعميق أزمة المياه، ما يتطلب من الحكومة الإسراع بتنزيل تدابير تقنين زراعة القنب الهندي، ومن ثم تحديد البذور التي لا تستهلك كميات قليلة من الماء للسقي، فضلا عن بحث تنزيل برامج متطورة للسقي بواسطة آليات وتقنيات تقتصد في استهلاك الماء وتقطع مع التبذير والصراعات حول المنابع ومجاري الوديان والآبار والأثقاب العشوائية.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، برمجت زراعة مساحة تناهز 1600 هكتار من الأفوكادو بالشمال، تم الشروع في تنفيذ زراعة 600 هكتار منها بجماعات ترابية بشفشاون، وتجهيز البنيات التحتية للسقي الموضعي باستعمال آليات حديثة والاقتصاد في الماء، فضلا عن فتح المسالك الطرقية وتجهيز البنيات التحتية.
وذكر مصدر أن مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أكدت على أن توسيع دائرة زراعة الأفوكادو بمناطق بالشمال رهين بظروف مناخية وضوابط تقنية، على رأسها مدى توفر المياه بالمناطق المستهدفة بالغرس، لأن النبتة المذكورة تحتاج كميات كافية من المياه لسقيها بشكل منتظم وتحقيق هدف الإنتاج المطلوب والجودة عند التسويق.