سيدي إفني: محمد سليماني
عاد عدد من مهنيي البحر وتجار الأسماك إلى تجديد مطالبهم بضرورة اعتماد فترة راحة بيولوجية عاجلة لأسماك السردين، بعدد من مصايد الأقاليم الجنوبية من أكادير حتى أوسرد، وذلك عقب ظهور أعداد كثيرة من أسماك السردين الصغيرة وسط المصطادات.
وأظهر شريط فيديو مصور من داخل ميناء سيدي إفني، حيث ينشط عدد من مهنيي السردين، وجود كميات كبيرة من الأسماك السطحية دون الحجم القانوني المسموح به، الأمر الذي يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الفترة هي فترة توالد هذه الأسماك، ما يفرض ضرورة اعتماد فترة راحة بيولوجية عاجلة، من أجل تمكينها من التوالد بشكل طبيعي دون تدميرها. واستنكر عدد من مهنيي البحر في الشريط المصور، استمرار غض الطرف عن هذه الكارثة البيئية التي تتواصل بسواحل سيدي إفني وببعض الأقاليم الجنوبية من قبل بعض مراكب الصيد.
وتعيد مطالب مهنيي البحر بضرورة اعتماد فترة راحة بيولوجية جديدة بخصوص الأسماك السطحية، وعلى رأسها السردين، النقاش حول مدى فعالية قرارات الراحة البيولوجية المتخذة من قبل الوزارة الوصية، بناء على دراسات المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، ذلك أن هذه الراحة البيولوجية قد تم تعليقها فقط خلال منتصف شهر فبراير الماضي، وذلك بعد توقف أنشطة صيد الأسماك السطحية لمدة 45 يوما، إلا أن ظهور الأسماك الصغيرة وسط المصطادات، يكشف استمرار فترة توالد هذه الأسماك.
وكانت الوزارة الوصية، قد فرضت فترة راحة بيولوجية بالنسبة إلى مصيدة الأسماك السطحية، ابتدأت منذ فاتح يناير المنصرم إلى حدود منتصف فبراير الماضي، وذلك بعدما اكتشف عدد من المهنيين والبحارة خلال رحلات صيد وجودا كبيرا للأسماك الصغيرة التي تعلق بالشباك، وهو مؤشر على أن المنطقة تعرف في الفترة الراهنة توالد الأسماك، وبالتالي فمن الضروري التوقف عن مواصلة عمليات الصيد الساحلي في الفترة الراهنة من خلال اعتماد فترة راحة بيولوجية لمنح الفرصة لهذه الأسماك بالتكاثر بشكل طبيعي، دون استنزافها عبر عمليات الصيد المكثفة، إضافة إلى المعطيات الصادمة التي قدمها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، خلال اجتماع أمام الحاضرين من مهنيين ومسؤولي قطاع الصيد البحري بخصوص وضعية مصيدة الأسماك السطحية، حيث أكدت الأبحاث التي قام بها، تراجع مخزون الأسماك السطحية بنسبة 36 في المائة، ما يعني ضرورة التدخل العاجل، واتخاذ إجراءات صارمة لحماية الثروة السمكية، وفسح المجال أمامها للتكاثر بشكل طبيعي.
وقد تقرر آنذاك اعتماد فترة راحة بيولوجية لمدة شهر ونصف الشهر بالسواحل الممتدة إلى حدود شمال طرفاية، واعتماد الإجراء نفسه للفترة ذاتها بالسواحل البحرية الممتدة من بوجدور إلى الداخلة.