شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

مطالب بطمر الآبار الشخصية بالمنازل الفاخرة بكلميم

الترخيص بحفر 109 آبار بالإقليم خلال 6 أشهر

كلميم: محمد سليماني

في الوقت الذي تسابق الدولة عبر مؤسساتها المختصة الزمن، من أجل حماية ما تبقى من الفرشة المائية، وتدبيرها بشكل أنجع، وذلك في سبيل توفير الماء الصالح للشرب للسكان أولا، ما زالت عدة منازل فاخرة و«فيلات» مجموعة من المسؤولين والأعيان والمنتخبين بمدينة كلميم تتوفر على آبار خاصة، يستنزف أصحابها المياه بشكل مستمر لسقي حدائقهم.

واستنادا إلى المعطيات، فإن معظم الأحياء الراقية بمدينة كلميم، والتي يقطنها عدد من المنتخبين، والمسؤولين ورجال المال والأعمال، بها آبار كثيرة، يتجاوز عددها 100 بئر بحي الزيتون، وأكثر من 66 بئرا بحي القدس، وحوالي 30 بئرا بحي النسيم، وأكثر من 30 بئرا بحي واد نون، وأكثر من 60 بئرا بحي المسيرة، إضافة إلى آبار أخرى متفرقة ببعض الأحياء.

وفي إطار التدبير الأنجع للجفاف وللعجز المائي الذي تعرفه جهة كلميم واد نون، اقترح الأستاذ الجامعي امبارك أوراغ إغلاق جميع الآبار الموجودة بالفيلات وبالمنازل الفاخرة و«منازل الأعيان» والسياسيين ورؤساء المصالح، أو تزويدها بعدادات، والإبقاء على الآبار الموجهة إلى المصحات وآبار المساجد والآبار الموجهة إلى المنفعة العامة، ثم تنزيل عقدة الفرشة الجهوية التي تفرض تنزيل مرتكزات قانون الماء 15. 36، والذي ينص في مادته الثانية على الملكية العامة للماء، مع تسيير حصول المواطنين والمواطنات على قدم المساواة على الماء. كما طالب المتحدث بضرورة إعادة النظر في مخطط الجيل الجديد للفلاحة بالجهة، وتقنين الزراعات المستهلكة للماء بحوض واد نون.

وحسب المعلومات، فإن وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، قد منحت خلال النصف الأول من سنة 2023 ما مجموعه 109 تراخيص لحفر آبار وجلب المياه بإقليم كلميم لوحده، من أصل 158 ترخيصا تم منحها على صعيد الأقاليم الأربعة لجهة كلميم- واد نون، كما تم إنجاز 20 ثقبا استكشافيا بالإقليم.

ويأتي الترخيص بحفر هذه الآبار والأثقاب الاستكشافية، في الوقت الذي يعاني فيه إقليم كلميم من نقص حاد في الموارد المائية، حيث نضبت عدة عيون، وتراجعت الفرشات المائية وإنتاجية جل الآبار، وذلك بسبب الانتشار الكبير لعدد من الآبار المرخصة وغير المرخصة والأثقاب المائية العشوائية، مما أدى إلى نضوب مياه عدد من العيون التي كانت المزود الرئيسي لضيعات وواحات المنطقة بالمياه الجوفية، قبل أن تتأثر، كعين «بوزكارن»، و«عين واركنون»، و«عين تجنانت»، و«عين أيت اللول»، و«عين تغرست» و«عين تقديمت» بمنطقة «أداي المركز»، و«عين تيمولاي»، و«عين فاصك»، و«عين تغجيجيت»، و«عين تركاميت»، حيث نضبت مياهها بالكامل، وذلك بفعل الاستغلال المفرط للفرشة المائية، عبر الترخيص أحيانا بحفر العديد من الأثقاب المائية بمحاذاة منابع العيون، دون القيام بدراسات تقنية لمعرفة مدى تأثير هذه الآبار والأثقاب المائية على صبيب العيون، إضافة إلى دخول زراعات جديدة معروفة باستهلاكها الكبير للمياه إلى المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تضرر الفرشة المائية، وعدم قدرتها على مواكبة الضغط الكبير الذي أصبح يمارس عليها. ومن بين العوامل الأخرى التي أدت إلى الانتشار الكبير للآبار والأثقاب المائية بمحاذاة مصادر المياه بواحات جهة كلميم واد نون، غياب المراقبة من جهة، ذلك أن بعض الفلاحين يعمدون إلى كراء أراض واستغلالها في زراعات تستنزف المياه بمحاذاة العيون ومحيطها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى