اجتثاث الأشجار ورمي مخلفات البناء بالمعمورة ومرجة الفوارات
القنيطرة: المهدي الجواهري
علمت «الأخبار» أن بعض المنتزهات بالقنيطرة على قلتها تعرف تدهورا وتهميشا منذ ولايات المجالس السابقة إلى يومنا هذا، رغم أن القنيطرة معروفة بالمدينة الخضراء التي تحيط بها أكبر مساحات غابة المعمورة والمروج والمحميات، إذ إن القائمين على تدبير الشأن المحلي لم يعطوا الأهمية اللازمة للحفاظ وحماية تثمين هذه الموارد الطبيعية.
وأكدت مصادر مهتمة بالشأن البيئي أن «مرجة الفوارات» تعرضت لاكتساح من قبل المنعشين في العقار وأصحاب الشركات بعد اقتطاع أجزاء منها وأضحت مرتعا لمخلفات البناء التي حولت جنباتها إلى تراكم الأزبال والنفايات. وزادت مصادر الجريدة أنه، رغم أن مرجة الفوارات المصنفة ضمن المناطق العالمية الرطبة والتي تدخل في اتفاقية «رامسار» لم تتخذ الإجراءات في حمايتها والحفاظ عليها من التدهور والتلويث، واقتطاع جزء كبير منها الذي زحف عليه الإسمنت، وهو ما يتطلب من الجهات الوصية ضرورة التدخل لحماية الجانب البيئي لمرجة الفوارات.
ولم تسلم غابة المعمورة من التدمير وزحف النفايات بوسطها رغم أن حماة البيئة دقوا ناقوس الخطر حول الهجوم المتواصل على غابة المعمورة والغابات المجاورة لها، التي تم الإجهاز عليها عبر قطع أشجارها في محاولة لبسط الهيمنة عليها من قبل لوبيات العقار. وأكد فاعل في مجال البيئة أن التوسع العمراني للمدينة والإجهاز على الغابات أصبح يشكل هاجسا وتخوفا من بسط الهيمنة على المتنفسات الطبيعية من قبل جهات تعرف كيف تضع منهجية وطريقا للوبيبات العقار لوضع يدها على المساحات الفارغة.
وأكد متتبع للشأن المحلي، في حديثه لـ«الأخبار»، أن مشروع إنجاز المنتزه الغابوي بغابة المعمورة، الذي كان ينتظره سكان المدينة بفارغ الصبر لقلة هذه المرافق، كان مجرد وعود تبخرت مع الوقت وكذبها الواقع. وأضاف المتحدث نفسه أن غياب رؤية المسؤولين لخلق توازن لصالح المدينة التي تفتقد لمشاريع تجمع بين الجانب السياحي والترفيهي والبيئي، مثل باقي المدن الأخرى مثل الرباط التي عرفت إنجاز المنتزهات والمساحات الخضراء، في الوقت الذي تتوفر فيه مدينة القنيطرة على جميع هذه الإمكانيات والمؤهلات وعلى ثروة متكونة من غابة معمورة ووادي سبو والبحر الأطلسي، ولم يتم استثمارها لمستقبل المدينة، مضيفا أن القائمين السابقين على تدبير الشأن المحلي فرطوا في عقارات المدينة وحولوها إلى عمارات ومبان سكنية فقط، خاصة أن المدينة معروفة بالمساحات الخضراء نظرا لطبيعتها، موضحا أن تقصير المسؤولين في اتجاه توفير المشاريع ذات طابع بيئي وترفيهي، خلف كارثة بيئية لأهم منتزه غابوي تحول إلى مرتع للأزبال والتلوث، والوضع الحالي المعروف خير شاهد على ذلك.