طنجة: محمد أبطاش
تلقت مصالح ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، مراسلات تدعوها إلى إعادة تشجير غابة “لايبيكا” بمدينة العرائش، سيما أنها تعد جزءا من التراث البيئي والثروة الطبيعية للمدينة ناهيك عن الشمال بأكلمه، بحيث تعيش في وضعية حرجة نتيجة الحريق الذي التهم قرابة 20 هكتارا من الغطاء النباتي صيف 2022، ناهيك عن عمليات القطع الممنهج الأمر الذي يعتبر تهديدا حقيقيا لهذه الغابة مما يستدعي تضافر الجهود لحمايتها وإعادة إحياء الجزء المتضرر منها، خاصة مع انطلاق عملية إعادة تهيئتها كفضاء غابوي بالمنطقة.
وكانت المصالح المختصة قد أعلنت في وقت سابق عن إخراج مشروع تهيئة غابة “لايبيكا” بالعرائش للوجود، بعد سنوات من التعثرات التي طالت هذا المشروع، وكادت تتحول الغابة إلى مشاريع إسمنتية، حيث أعطيت انطلاقة عملية التهيئة، وبالتالي إنهاء الوضع الفوضوي القائم طيلة السنوات الماضية، في وقت باتت من الضروري إطلاق بادرة التشجير بشكل مكثف ومسبق.
وكانت هذه الغابة تعيش تحت رحمة نشاط كبير لمافيا الفحم ، حيث تم رصد عشرات السيارات والدراجات ثلاثية العجلات إلى جانب العربات المجرورة بالدواب، كلها تحمل أشجارا مقطعة من أجل تحويلها إلى فحم، وجل هذه الأشجار من مختلف الأنواع كالصنوبر بينيا، البلوط، والأوكاليبتوس والأكاسيا، ويتم قطع هذه الأشجار واقتلاعها من مختلف الغابات بإقليم العرائش، على رأسها غابة “لايبيكا” . وعرف ملف هذه الغابة تعثرات كبيرة، خاصة وأنها تعتبر أكبر غابة محلية، مع العلم أن مجلس جهة طنجة، سبق أن خصص اعتمادات مالية لهذا الملف وصلت لحدود 30 مليون درهم وتدخل ضمنها عدد من المنتزهات المحلية.
وكانت بعض المصادر قد تساءلت عن مصير مشروع إعادة تهيئة هذه الغابة، والذي تمت المصادقة عليه في وقت سابق، وخصص له المبلغ المالي السالف ذكره، في إطار اتفاقية شراكة بين عدة متدخلين، تتعلق بأشغال تهيئة المنتزهات الحضرية بإقليم العرائش، لكن رغم مرور سنتين، فقد عاشت الغابة في وضعية إهمال، بل تحولت مساحات كبيرة منها إلى مزبلة، والكارثة أن بعض الأشخاص شيدوا بها منازل قصديرية استعدادا لتحويلها لحي عشوائي. كما تساءلت تقارير برلمانية موجهة للجهات الحكومية المختصة سابقا، عن التدابير المستعجلة التي ستتخذها المصالح الوصية بالإقليم لإعادة الاعتبار لغابة”لايبيكا” وإنقاذها من المهددين لهذا المتنفس الغابوي.