الداخلة: محمد سليماني
طالب مجموعة من البحارة ومهنيي الصيد البحري بالأقاليم الجنوبية، بضرورة انتداب غطاسين مهرة لانتشال جثث 6 بحارة من طاقم سفينة للصيد في أعالي البحار، والتي غرقت في عمق المياه الإقليمية للمملكة يوم 20 يناير المنصرم.
وحسب تصريحات متطابقة لعدد من البحارة ومهنيي الصيد البحري، فإنه رغم مرور حوالي 13 يوما على كارثة غرق سفينة «تليلا»، إلا أنه لم يظهر أي أثر لطاقم قيادة السفينة المكون من أربعة أشخاص، وهم القبطان ومساعده، والمكلف بالآلات، ثم الملازم، إلى جانب بحارين اثنين من العاملين على متن السفينة، رغم القيام بحملات تمشيطية سطحية واسعة للمنطقة التي وقعت فيها الحادثة، لكن لم يتم العثور على أي من جثث البحارة الستة، مما يرجح بشكل قوي حسب مصادر متطابقة، أن يكون هؤلاء ما يزالون عالقين داخل السفينة الغارقة في البحر، خصوصا وأن بعض المعلومات تؤكد أن طاقم السفينة كان في قمرة القيادة (الباسريل) لحظة تسرب المياه إلى السفينة، قبل أن تختفي في عمق المياه بسرعة فائقة، مما فوت الفرصة على الطاقم للنجاة بأنفسهم، بسبب انقلاب السفينة وغمرها بالمياه في فترة وجيزة، كما أن سوء الأحوال الجوية، وعلو الموج بشكل كبير، كان لهما أثر سلبي على الحادثة، إذ لم يجد العالقون داخلها فرصة لإيجاد حلول للفرار باستعمال أجهزة السلامة والوقاية.
ومع مرور الأيام تزداد مأساة عائلات الضحايا الستة الذين لم يظهر لهم أثر، ويزداد تأكدهم من أن العثور عليهم أحياء قد تضاءل بشكل كبير جدا، إلا أن مطالب العثور على جثثهم يشكل مفتاحا كبيرا لإراحة أهاليهم من عذاب انتظار أي خبر حيالهم، ومن جهل مصيرهم، الذي قد يطول أكثر.
وحسب المصدر، فإن البحث والتمشيط الواسع الذي قامت به عناصر البحرية الملكية وخافرة الإنقاذ وعدد من السفن الأخرى لم تتمكن بعد من العثور على أي من المفقودين الستة، رغم أن عدد من البحارة العاملين على ظهر السفينة الغارقة، والناجين من موت محقق، أكدوا في تصريحاتهم للمكلفين بالبحث، أن المفقودين يرجح على الأغلب أن يكون أغلبهم داخل السفينة في عمق المياه.
وقد نتجت عن هذه الحادثة وفاة أربعة بحارة كانوا لحظة الحادث نائمين، لكونهم في فترة راحتهم، والذين تم انتشالهم بعد ذلك من قبل أربع سفن للصيد في أعالي البحار كانوا في تلك اللحظة قريبين من موقع الحادث، فيما نجا 14 عاملا من موت محقق، بعد إنقاذهم من قبل سفن أخرى للصيد. وقد تم إجلاء البحارة الناجين إلى اليابسة بميناء الداخلة، كما تم إجلاء الجثث، والتي تم تسليمها إلى ذويها. وتشير المعطيات، إلى أن سبب الحادث، يعود إلى تسرب المياه إلى داخل هيكل السفينة بالمنطقة البحرية 21 بمصيدة الأخطبوط، الأمر الذي أدى غرقها بسرعة، حيث وجد الطاقم العامل بها والمكون من 24 شخصا ما بين تقني وبحار صعوبة في إنقاذها.
وحسب المعطيات، فإن الباخرة المسماة «تليلا»، قد تعرضت للغرق بالمياه الإقليمية لمنطقة أوسرد بأقصى جنوب المملكة المغربية حوالي الساعة الثالثة فجرا من يوم السبت الماضي، وذلك في منطقة محددة بإحداثيات 21 درجة 04 شمالا و17 درجة 20 غربا، وعلى بعد 20 ميلا بحريا إلى الشمال الغربي من مدينة «نواديبو» الموريتانية.