كشفت مصادر مطلعة لـ «الأخبار»، أن مسؤولين بالمجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان الذي يدبر شؤونه عبد الواحد خلوقي المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري، باتوا يسابقون الزمن من أجل الحصول على التسليم المؤقت للأشغال المتعلقة بإحداث ملاعب للقرب وملاعب تنافسية بالنفوذ الترابي لإقليم سيدي سليمان، ناهيك عن إصلاح القاعة المغطاة، وهي الصفقة التي ساهمت في إنجازها وزارة الشباب والرياضة والثقافة-قطاع الرياضة- خلال الحكومة السابقة بنحو 41580000.00 درهم. وكانت مساهمة المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان لا تتجاوز 500 مليون سنتيم، بموجب اتفاقية شراكة وقعها الطرفان سنة 2020، وأعلنت بشأنها صفقتين عموميتين، من ضمنهما الصفقة العمومية تحت عدد 05/BP/PSS/2021(قاربت قيمتها المالية المليارين ونصف المليار سنتيم).
وأضافت نفس المصادر أن باشا مدينة سيدي سليمان، ترأس صباح أول أمس الاثنين بمقر مكتبه، اجتماعا خصص لمناقشة طلب المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان بشأن تسليم ملعب للقرب بحي السليمانية (3)، في غياب التسليم المؤقت للأشغال، دون أن يسفر الاجتماع المذكور عن أي نتيجة، بحكم استحالة إجراء التسليم المؤقت الجزئي للأشغال، حيث يفترض وفق مقتضيات دفتر تحملات الصفقة المذكورة، أن يتم التسليم المؤقت عند الانتهاء الكلي للأشغال المنجزة برسم الصفقة، ناهيك عن ضرورة تفعيل الغرامات في حال عدم انتهاء الأشغال خلال الفترة الزمنية المحددة في (12) شهرا، حسب ما هو منصوص عليه بدفتر التحملات، و هي الغرامة المالية التي تقارب 25 ألف درهم عن كل يوم تأخير تحتسب ابتداء من الأجل المحدد لانتهاء أشغال الصفقة، الأمر الذي يستدعي من الجهات الوصية الاحتياط بشأن أي تلاعب قد يشمل تاريخ أمر الخدمة (ORDRE DE SERVICE)، خاصة أنه لم يتم تسجيل أي توقف للأشغال.
ونصت اتفاقية الشراكة المبرمة بين المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان ووزارة الشباب والرياضة وعمالة سيدي سليمان ورؤساء الجماعات الترابية، على أن تتكلف الجماعات الترابية المعنية بتوفير الوعاء العقاري والقيام بأشغال الصيانة والحراسة، بينما يتحمل المجلس الإقليمي مسؤولية إنجاز الدراسات وتتبع الأشغال وتجهيز الملاعب والتنسيق في ذلك مع الجماعات الترابية، والحرص على تصفية الوضعية المالية والإدارية لملاعب القرب، قبل تسليمها للجماعات، مع إحداث لجنة للتتبع ومراقبة مدى الالتزام بتنزيل بنود كناش التحملات، يرأسها عامل الإقليم أو من يمثله، رفقة رئيس المجلس الإقليمي ورؤساء المجالس الترابية والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة، حيث حددت مكونات كل ملعب للقرب في تخصيص مساحة 1200 متر مربع(رقعة الملعب 24/44 مترا مربعا)، مع إحداث حواجز لصد الكرة وسياج وتوفير التجهيزات الرياضية، والالتزام بالمعايير المنصوص عليها بخصوص الإنارة وجودة أرضية الملعب، خاصة على مستوى اشغال تصريف المياه (DRAINAGE)، واحترام العلو الحقيقي المتفق عليه بالنسبة للسياج الحديدي المحيط بالملعب، في حين حددت مكونات الملعبين التنافسيين في تخصيص مساحة إجمالية تقدر بنحو 8500 متر مربع (رقعة الملعب تشمل 115172 مترا مربعا)، مع إحداث حواجز لصد الكرة، وتجهيزات رياضية وسياج ومستودع للملابس ومرافق صحية ومدرجات ومقر للإدارة، في ظل تعثر أشغال إنجاز الملعب التنافسي بجماعة القصيبية والصفافعة، وسط تساؤلات عن أسباب استثناء ملعب جماعة دار بلعامري من الصفقة، واستغراب متتبعين من الحديث عن إحداث ملعب تنافسي بسيدي يحيى الغرب، في وقت همت الصفقة المذكورة فقط إصلاح الملعب البلدي وتكسية أرضيته بالعشب الذي يفترض أن يطابق معايير الجودة .
إلى ذلك، باتت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، باعتبارها أبرز المساهمين في تمويل صفقة إحداث ستة ملاعب للقرب وملعبين تنافسيين بإقليم سيدي سليمان، مطالبة بإيفاد لجنة مختصة، بشكل مستعجل، للوقوف على أوجه صرف الاعتمادات المالية المرصودة، ومدى مطابقة الأشغال المنجزة للمعايير التقنية المنصوص عليها بدفتر التحملات، حماية للمال العام من النهب والتلاعب والاختلاس.