محمد وائل حربول
أفادت مصادر متطابقة لـ «الأخبار»، بأن الذبيحة السرية بمدينة مراكش صارت تمارس بشكل عادي وسط غياب للسلطات الرقابية، حيث وصل هذا النوع من الذبيحة إلى أرقام قياسية وفقا لما عاينته الجريدة بالقرب من الأسواق الموجودة بضواحي مراكش على غرار أسواق ( السبت بن ساسي والأحد راس العين والخميس بتمنصورت)، إذ صار الجزارون يعمدون إلى ذبح بهائمهم بطريقة سرية بعد القرار الأخير الذي اتخذته «أونسا» بسحب طبيبها من عدد من المجازر، إضافة إلى القرار الذي صدر بعدم الذبح بها بسبب عدم توفر أدنى شروط السلامة، والاعتماد عوضا عن ذلك على مذابح عصرية قليلة.
وكشفت المعلومات التي تحصلت عليها الجريدة من المصادر ذاتها، عن وجود مجزرة عشوائية بمدينة تمنصورت تقوم بالعمل صباحا ومساء، حيث يمتلك عدد من الجزارين لمفاتيحها ويقومون بجلب مجموعة كبيرة من البهائم لذبحها بمختلف أحجامها وسط غياب أي رقابة، وفي ظل ظروف كارثية تعيش عليها هذه المجزرة التي لا تتوفر على أدنى الشروط الموضوعة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، حيث يتم نقل كل هذه الذبائح وتوزيعها على عدد من الأسواق الأسبوعية والأسواق الصغيرة الموجودة بالمدينة ومدينة مراكش.
واستنادا إلى المعلومات ذاتها فإن الشيء ذاته يتكرر بكل من منطقة ولاد ادليم التي يعتمد فيها عدد كبير من الجزارين بنسبة فاقت 90 في المائة على مجزرة قديمة ومتهالكة، حيث يتم ذبح البهائم بطريقة سرية وبدون كشف الطبيب عليها، إذ باتت مكانا مخصصا وآمنا لهم وسط غياب أي دور رقابي، وذلك منذ اتخاذ «أونسا» لقرارها الأخير، وهو ما تسبب حسب المصادر ذاتها في خروج كميات كبيرة انطلاقا من هذه المنطقة ونحو مناطق مختلفة وصولا إلى مدينة مراكش وتزويدها بكميات بالأطنان من اللحوم الغير مراقبة والمؤشر عليها من قبل طبيب متخصص.
وحسب الصور والمعلومات ذاتها فإن الأمر عينه يوجد بمنطقة الأحد راس العين الموجودة بنفوذ إقليم الرحامنة والبعيدة عن مراكش بحوالي 40 كيلومترا، حيث صار الجزارون الوافدون على هذه المنطقة الفلاحية بامتياز يقومون كل أسبوع بذبح عدد كبير من البهائم لتصل الكمية المذبوحة من اللحوم الحمراء الغير مراقبة إلى الأطنان وسط تزايدها أسبوعيا منذ اتخاذ «أونسا» قرارها بالاعتماد على مجازر معينة دون غيرها، وبعدم إيفاد الطبيب لهذه المجازر، إذ يقوم هذا السوق كذلك بتزويد مدينة مراكش وعدد من المطاعم بهذه اللحوم، دون نسيان ضبط شاحنتين مؤخرا محملتين بكميات بالأطنان من اللحوم الفاسدة على مستوى المنطقة عينها.
وحسب المعلومات ذاتها، فإن جمعيات حماية المستهلك قامت خلال الأسبوع الماضي بالتحرك نحو هذه المناطق لمراقبة هذه المجازر، خاصة بعدما عرفته من ارتفاع في وتيرة عملها، فيما طالب حقوقيون على مستوى منطقة تمنصورت بتدخل ولاية الجهة للحد من هذه الظاهرة، وإيجاد حل وسط الأزمة المستمرة بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من جهة، وبين الجزارين من جهة أخرى، والتي يسقط ضحيتها المستهلك بالمقام الأول، كما علمت «الأخبار» أن حماة المستهلك سيقومون بإصدار بلاغ خلال الأيام المقبلة لتوضيح هذا الأمر والكشف عن المعلومات التي توصلوا إليها في هذا الصدد.
هذا، ويستمر الجدال بشأن المجازر المخصصة للذبيحة التي تم إغلاقها في عدد من الجماعات الترابية المحاذية لمراكش والتي كانت تمد المدينة بكميات كبيرة من اللحوم التي تباع داخلها، وذلك في خضم القرار الذي اتخذه المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية بشأن إغلاقها لأسباب متعددة من ضمنها «وجود عدد من المذابح في حالة مزرية جدا، وعدم توفر المناخ الملائم لإجراء الذبيحة، إضافة إلى عدم احترامها للشروط والمعايير التي يضعها المكتب من أجل هذا الغرض».