مصطفى عفيف
طالبت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والتجار، إبراهيم أبوزيد، عامل إقليم سطات، بفتح ملف أسواق القرب بالمدينة التي كتب لها أن تتحول إلى أطلال ومطارح للنفايات، في غياب أي تدخل من السلطات المحلية والمنتخبة، بعدما سبق للسلطات الإقليمية والجماعة أن قامت، أواخر سنة 2017، بإحداث مشاريع تتعلق بسوقين نموذجيين من أجل تأهيل الباعة الجائلين، وذلك بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث كلف إنجاز المشروعين معا غلافا ماليا يفوق خمسة ملايين درهم بالنسبة إلى فضاء سيدي عبد الكريم، وحوالي أربعة ملايين درهم بالنسبة إلى الفضاء التجاري بحي السماعلة وقطع الشيخ، إثر مبادرة من العامل السابق بغية تحرير الملك العمومي واحتواء عدد كبير من أصحاب عربات الخضر والفواكه وبائعي الأسماك في الهواء الطلق، لكن يبدو أن هذه المبادرة لم ترق لمجموعة من الأطراف التي كانت تستغل أصحاب العربات كاحتياط انتخابي.
فشل سوق القرب سيدي عبد الكريم، الذي لم يمر على تدشينه بمناسبة الذكرى 62 لعيد الاستقلال 2017، سوى ستة أشهر حتى تحول إلى أطلال بعدما غادره جل التجار بحجة ضيق الأماكن التي استفادوا منها داخل السوق، والتي لم تتجاوز مترين مربعين لكل تاجر، وكذا افتقار الفضاء التجاري للماء والكهرباء والمرافق الصحية.. ناهيك عن اختيار المكان لإحداث هذا السوق والذي كان في الأصل شارعا رئيسيا، مسجلين عدم مناسبة التصميم لتطلعات الباعة، ومؤكدين أن مشروع مركز تجارة القرب بحي سيدي عبد الكريم أنجز فوق شارع عام يعتبر الشريان الرابط بين وسط المدينة وحي «دالاس»، ما أثر على وصول الزبناء إلى المحلات التجارية بالمدينة، وعرقل الطريق السهل والمختصر لوصول عدد من التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية.
وعبرت فعاليات من التجار والجمعويين وسكان المدينة عن استنكارها للوضعية التي يوجد عليها سوق القرب سيدي عبد الكريم وأسواق أخرى عبارة عن أكواخ خشبية تشوه جمالية المدينة، مطالبة بفتح تحقيق لمحاسبة كل من كانت له يد في إفشال أسواق القرب التي تحولت اليوم إلى أطلال ومطرح للنفايات تقتات منه الجرذان ومرتع للحشرات والقطط والكلاب الضالة، بل غدت بؤرة يمكن أن تمارس فيها كل المظاهر الشائنة.
ووجهت الفعاليات ذاتها نداء عاجلا من أجل رد الاعتبار إلى أسواق القرب التي صرفت على إنجازها مبالغ كبيرة، وتصحيح الأوضاع وإيجاد حل منظم لعربات بيع الخضر والفواكه العشوائية التي أصبح مالكوها يحتلون الملك العمومي وأغلقوا بعض الشوارع والأزقة بسطات، (زنقة الشهداء، شارع ابن سينا بدرب عمر، ساحة محمد الخامس، ساحات المساجد ومدارة زنقة الذهيبية)، وبعض الأحياء التي تحولت بدورها إلى أسواق عشوائية في ظل صمت المسؤولين بها.