طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن شكايات وجهت إلى عدد من المؤسسات المختصة بمدينة طنجة، للمطالبة بالتحقيق في قضية تهريب أطنان من الرمال انطلاقا من سواحل العرائش، وإدخالها إلى طنجة، باستعمال مختلف الآليات المتوفرة، وبعدها يتم توجيهها سرا صوب أوراش البناء وغيرها، في تحد واضح لكل القرارات المرتبطة بالحد من استنزاف رمال هذه الشواطئ، نظرا لمخاطرها على المناخ والمحيط، بناء على تقارير علمية رسمية في الموضوع.
وأكدت المصادر أن هذه الشكايات جاءت بعدما تبين أن شاطئ رأس الرمل بالعرائش، تعرض أخيرا لاستنزاف واضح، وتبين أن أطنانا من الرمال توجه إلى طنجة في ظروف غامضة، سواء عبر تهريبها بشكل مجزأ عبر دراجات من نوع «تريبورتور»، أو عبر شاحنات غالبا ما تتفادى سلك الطرقات التي تتم بها مراقبتها، من قبل مصالح الدرك الملكي، والسدود القضائية التابعة للأمن الوطني.
وأضافت المصادر أنه تم أخيرا رصد ما يقارب 30 آلية من جرارات وشاحنات متصلة بحاويات للحمولة، وهي تشن عمليات وصفت بالنهب على مساحات أرضية شاسعة محليا، ومحسوبة على شاطىء رأس الرمل، غير عابئة بوجود أعين مختلف السلطات به، من أعوان للسلطة المحلية، وعناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة، وموظفي الجماعة الحضرية بالعرائش، باعتباره الشاطىء الرسمي للاصطياف بالعرائش، ويعرف توافدا كثيفا لسكان المدينة وزوارها وغيرهم.
ونبهت المصادر إلى أن هناك مستودعات الرمال بمنطقة «كروز الجيلالية»، ومنها من تتجه نحو مستودعات توجد بطريق جماعة ريصانة بإقليم العرائش، حيث تفرغ الحمولات بتلك المستودعات التي يشتري أصحابها تلك الرمال، قبل أن يعيدوا بيعها إلى تجار الرمال بمختلف المدن الشمالية، وغالبيتها توجه إلى مدينة طنجة وضواحيها.
وكانت ظاهرة سرقة الرمال بالشواطئ المحلية لبعض المدن الشمالية، منها طنجة والعرائش، قد عادت إلى الواجهة، وهو ما استنفر مصالح الدرك الملكي التي شرعت في القيام بدوريات على طول الشاطئ، لوقف نزيف هذه الظاهرة. وأوضحت المصادر أن هؤلاء اللصوص يختارون أوقاتا بعينها، سيما على مستوى الليل أو الصباح الباكر، حيث يتوجهون بهذه الرمال إلى مشاريع خاصة للبناء، مقابل مبالغ مالية مهمة، نظرا لتكلفة مثل هذه الرمال التي يتم اعتمادها في البناء.
وبالموازاة مع استنفار الدرك، عاب الجميع على مختلف مصالح وزارة التجهيز عدم القيام بحملات تحسيسية للتنبيه إلى مخاطر هذه السرقات، التي تكون لها آثار وخيمة على البيئة البحرية وغيرها، خصوصا أن غياب هذه الرمال يتسبب في اختلال الوضع البيئي، حيث تتخذه بعض الأسماك مكانا للتوالد.