تطوان: حسن الخضراوي
طالبت البرلمانية زينب السيمو، عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قبل أيام قليلة، بالكشف عن الإجراءات والتدابير التي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل التعجيل بفتح وخلق كلية متعددة التخصصات بمدينة القصر الكبير والتي تظل بنايتها جاهزة ومكتملة لاينقصها سوى التدشين وانطلاق الخدمات، ما يساهم في الحد من الهدر الجامعي خاصة بالعالم القروي.
وحسب مصادر مطلعة، فإن فتح الكلية المذكورة في وجه الطلبة والطالبات، يجب أن يسبقه تحديد تخصصات ومسالك التكوين التي تتوافق وسوق الشغل والمشاريع التنموية بالعرائش وطنجة، فضلا عن الابتعاد عن الاستغلال الانتخابوي لملف النواة الجامعية، والتركيز على النقاش الأكاديمي بعيدا عن الشعبوية وتزايد البطالة بسبب غياب الملاءمة بين التكوين الجامعي وسوق الشغل.
واستنادا إلى المصادر نفسها فقد سبق لقيادات سياسية بالشمال تقديم وعود بخصوص توفير الوعاء العقاري من أجل تشييد نواة جامعية بوزان ودراسة نفس الأمر بالنسبة لشفشاون، لكن عاد الملف إلى نقطة الصفر، بعدما كشف الوزير السابق أن القضية تتعلق بدراسة مخطط مديري لعرض التكوينات الجامعية وفق مقاربة استشرافية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات القطاع الإنتاجي بكل منطقة، إذ على أساس ذلك سيتم تحديد نوعية المؤسسات الجامعية التي سيتم إحداثها، وطبيعة مسالك التكوين بشكل يتلاءم مع خصوصيات المنطقة المعنية اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا.
وأضافت المصادر عينها أن فتح كلية القصر الكبير أو خروج مشاريع إحداث نواة جامعية بوزان وشفشاون، لن يتم بشكل غير مدروس أو بهدف تخفيف الاكتظاظ فقط، بل واجب ميداوي أن يعمل على دراسة الوضع الاقتصادي بكل منطقة والقطاعات الإنتاجية، لتحقيق نوع من التقارب والتنسيق بين التكوين الجامعي وسوق الشغل. وذلك حتى يتم النجاح في التخفيف من مشاكل البطالة، وتجنب تراكم الشهادات التي يحصل عليها الطلبة في نفس المسالك، والصعوبات التي يواجهونها للاندماج في سوق الشغل.
وكانت العديد من الأصوات، طالبت بتسريع إحداث نواة جامعية بكل من شفشاون ووزان، وذلك لتخفيف معاناة الطلبة والطالبات الذين يقطنون المناطق القروية النائية، وعدم قدرة أسرهم على تغطية مصاريف التنقل والكراء والتكاليف الضرورية لاستمرار مسار الدراسة الجامعية.
ومن شأن الانتهاء من أشغال مؤسسات جامعية جديدة بالشمال، والإفراج عن دراسات لتشييد أخرى، قصد إطلاق صفقات بنائها، التخفيف من الاكتظاظ الذي يقع بكليات تطوان وطنجة، حيث يتم التحاق الطلبة من مختلف الأقاليم لاستكمال المشوار الدراسي الجامعي، مع ما يرافق ذلك من معاناة مع غياب المنحة الجامعية ومصاريف التنقل والسكن التي ترهق ميزانية الأسر الفقيرة.