الأخبار
تعرف الطريق الوطنية رقم 4، على مستوى المقطع الطرقي الرابط بين مدينة سيدي سليمان إلى حدود الجماعة الترابية زيرارة الموجودة بمدخل إقليم سيدي قاسم، حالة مزرية للغاية، أصبحت تهدد بشكل كبير سلامة مستعملي الطريق المذكورة، بسبب انتشار النقط السوداء المميتة، في ظل النقص المسجل من حيث علامات التشوير وغياب الإنارة العمومية، حيث إن المقطع الطرقي المذكور لم تشمله أي عملية إصلاح منذ أزيد من ثلاثين سنة، باستثناء بعض «الترقيعات» التي كانت تخضع لها الطريق الوطنية بين الفينة والأخرى من طرف المديرية الإقليمية لوزارة التجهيز بسيدي سليمان.
وكشفت مصادر «الأخبار» أن المصالح المركزية لوزارة التجهيز والماء باتت مطالبة بتنزيل كافة مقتضيات اتفاقية الشراكة المصادق عليها سنة 2019 من طرف مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، والمتعلقة بتثنية الطريق الوطنية رقم 4، وهي الشراكة التي تضمنت مساهمة أربعة أطراف رئيسية، ويتعلق الأمر بوزارة التجهيز (230 مليون درهم) ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة (220 مليون درهم)، والمجلس الإقليمي لسيدي سليمان (30 مليون درهم) والمجلس الإقليمي لسيدي قاسم (30 مليون درهم)، بغلاف مالي إجمالي بلغ 510 ملايين درهم.
وكانت الغاية من اتفاقية تثنية الطريق الوطنية رقم 4، الرابطة بين سيدي يحيى الغرب وسيدي قاسم مرورا بسيدي سليمان، وفق تصريحات المسؤولين بالمجلس السابق لجهة الرباط، المساهمة في حل الإشكالات التي تصادف تنقل الأشخاص والعمل على المساعدة في تسويق المنتوجات الصناعية والفلاحية، غير أن المصالح المعنية بوزارة التجهيز، وبعد مرور قرابة أربع سنوات على توقيع الاتفاقية المذكورة، اقتصرت، تحت وقع الأرقام المسجلة من حيث حوادث السير المميتة، على إعطاء انطلاق أشغال تثنية الشطر الأول منها، الرابط بين مدينة سيدي يحيى الغرب ومنطقة التويرسة بالجماعة الترابية القصيبية، انطلاقا من النقطة الكيلومترية 18+800 إلى النقطة الكيلومترية 34+608 (حصة 1) على طول 15,808 كلم، في ظل الحديث عن وجود رغبة قوية لدى وزارة التجهيز من أجل التنصل من الوعود المقدمة للمنتخبين بشأن الشروع في تنزيل أشغال تثنية الشطرين المتبقيين المنصوص عليهما ضمن الاتفاقية.
وفي موضوع متصل، بات المسؤولون بالمديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والماء بسيدي سليمان مطالبين بالتحرك من أجل تفقد الوضعية الكارثية التي أصبحت عليها مجموعة من القناطر بعموم إقليم سيدي سليمان، والتي تفتقر أغلبها للحواجز الوقائية، والتي كانت سببا مباشرا في وقوع العديد من حوادث السير المميتة، في ظل غياب علامات التشوير وانعدام الإنارة العمومية، ناهيك عن بعض العيوب التقنية التي باتت تظهر على مستوى مجموعة من القناطر، ويتعلق الأمر، على سبيل المثال، بكل من القنطرة الموجودة بالجماعة القروية أولاد بن حمادي على مستوى الطريق الإقليمية رقم 4249، والقنطرة الموجودة على مستوى الطريق الإقليمية رقم 4258، إضافة إلى القنطرة المؤدية إلى منطقة (تيهلي) على مستوى الطريق الجهوية رقم 405، إلى جانب قنطرة حي الهجورة الموجودة على مستوى مدخل مدينة سيدي سليمان، من جهة الجماعة الترابية لبومعيز، بمحاذاة محطة القطار، التي اختفت بها بشكل كلي الحواجز الوقائية وأضحت تشكل نقطة سوداء بالنسبة لمجموعة من حوادث السير المميتة.