وزان : حسن الخضراوي
طالبت مجموعة من الأصوات المهتمة بملفات الماء بإقليم وزان بإخراج ثلاثة مشاريع سدود تلية بجماعتي موقريصات وزومي، من أجل طرد شبح العطش والتخفيف من استنزاف الفرشة المائية، نتيجة ضغط الاستهلاك المرتفع للشرب والسقي، سيما في ظل تراجع نسبة التساقطات المطرية، وفشل التدابير الترقيعية التي تقوم بها الجهات المختصة، من أجل تجاوز مشاكل الماء من خلال توفير صهاريج متنقلة، أو ما شابه ذلك من الحلول التي لا تدخل ضمن استراتيجية واضحة للتعامل مع ندرة الماء بنظرة مستقبلية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن من ضمن مشاريع السدود التلية التي تم الحديث عنها دون تنفيذ، سدين بجماعة زومي بوزان، بموقعي قشاشدة وتاملة، وسد ثالث بجماعة موقريصات بموقع تيليوان، حيث تأتي دراسة تنفيذ المشاريع المذكورة في إطار مقاربة تشاركية، والبرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي، للفترة الممتدة بين 2020 و 2027.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإنه في إطار الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري، يعتبر مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة هو المسؤول عن تنفيذ مشاريع سدود بإقليم وزان والجهة بصفة عامة، وفق مقاربة تشاركية، لذلك فإن كل تأخر في المشاريع أو الدراسات يُساءَل في شأنه المجلس المذكور، ما يتطلب التعجيل بالاهتمام بمشاريع استراتيجية كبرى، لها أهمية بالغة في التنمية والسلم الاجتماعي، وربح تحديات ندرة المياه وإنهاء معاناة السكان من شبح العطش.
وسبق أن دق العديد من المهتمين بملف الماء بالشمال ناقوس خطر استنزاف الفرشة المائية، بسبب عشوائية وفوضى الاستغلال، وذلك باعتبار أن المخزون المائي الجوفي بحوض اللوكوس يعتبر استراتيجيا ومهما، بالرغم من أنه لا يشكل سوى 5 في المئة من مجموع الواردات المائية التي تبلغ حوالي ملياري متر مكعب سنويا.
ومن ضمن مشاكل الماء التي تعاني منها منطقة الشمال، الاستغلال المفرط والتلوث وتعاقب سنوات الجفاف وتسرب مياه البحر إلى طبقات المياه الجوفية الساحلية، بالإضافة إلى التغيرات المناخية، ما يؤدي لزيادة الضغط على المياه الجوفية، ودق ناقوس الخطر حول هذا المورد الاستراتيجي، وضرورة تنفيذ مشاريع سدود تلية وأخرى كبيرة، لضمان احتياطي مهم من الماء، والتدبير المعقلن للمادة الحيوية.