لن يؤدي تناول مضادات الاكتئاب إلى تحسين الحالة العامة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب بشكل كبير. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية.
يدرس الباحثون تأثير استخدام مضادات الاكتئاب على نوعية حياة مرضى الاكتئاب.
فعلى الرغم من أن العديد من الدراسات أثبتت بالفعل فعالية مضادات الاكتئاب ضد الاضطرابات الاكتئابية، إلا أن تأثير هذه الأدوية على الصحة العامة للمرضى الذين يتناولونها لا يزال مثيرا للجدل. وأظهر باحثون من جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية أن استخدام مضادات الاكتئاب لا يرتبط بنوعية حياة أفضل.
وللوصول إلى هذه النتيجة، قام الباحثون بتحليل بيانات 17.5 مليون أمريكي بالغ تم تشخيصهم باضطراب اكتئابي كل عام خلال الفترة بين 2005 و2016. وتم تقسيم كل هؤلاء المرضى إلى مجموعتين، ووصف أكثر من نصف المرضى (57.6 في المئة) بمضادات الاكتئاب، فيما لم تتلق باقي المجموعة أي دواء. ثم تمت متابعة مجموعتي المرضى لمدة عامين وتم فحصهما من خلال عدة مكونات جسدية وعقلية.
ووفقا لنتائج الدراسة المنشورة في مجلة “One Plos“، لوحظ تحسن طفيف في الصحة العقلية في كلا المجموعتين بعد عامين من العلاج والمتابعة، بينما يبدو أن مضادات الاكتئاب تحسن الحالة المزاجية في بداية العلاج، ولم يتم الشعور بآثارها على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، فإن المرضى الذين تناولوا مضادات الاكتئاب لم يظهروا رفاهية عامة أفضل من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وذكر الباحثون في استنتاجاتهم أن الهدف النهائي لاستخدام مضادات الاكتئاب أو العلاج النفسي هو تحسين نتائج المرضى المهمة، مثل جودة الحياة المتعلقة بالصحة. لا يستمر التأثير الفعلي لاستخدام مضادات الاكتئاب في تحسين جودة الحياة المتعلقة بالصحة لدى المرضى بمرور الوقت، حيث كان التغيير في جودة الحياة المتعلقة بالصحة مشابها للتغير في المرضى الذين لم يستخدموا أي دواء مضاد للاكتئاب.
ويدعو العلماء إلى دراسات مستقبلية تركز بدلا من ذلك على التأثير طويل المدى للتدخلات الدوائية وغير الدوائية، مثل العلاج السلوكي أو العلاج النفسي، أو جلسات الدعم الاجتماعي، أو التثقيف أو التدخلات المشتركة، على هؤلاء المرضى.