الداخلة: محمد سليماني
ما زال تدفق أعداد المهاجرين السريين من دول إفريقيا جنوب الصحراء على مدينة الداخلة وضواحيها مستمرا، وما زالت عمليات إنقاذ وإجلاء المهاجرين متواصلة، رغم ما يكلفه ذلك من متاعب وتكاليف مالية وبشرية مهمة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد لقي مهاجران سريان من جنسية سينغالية مصرعهما في عرض البحر عندما كانا على متن قارب مطاطي رفقة عدد كبير من المهاجرين السريين يتجاوز السبعين، والذين كانوا في رحلة نحو جزر الكناري.
وتم إنقاذ هؤلاء المهاجرين من قبل قوات خفر السواحل المغربية، حيث تم اقتياد مركبهم نحو أحد مراكز الاستقبال بالداخلة، إذ قدمت إليهم الإسعافات الضرورية، فيما نقل الهالكان نحو مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بالمدينة. وكان هؤلاء المهاجرون قد انطلقوا في رحلة سرية نحو جزر الكناري انطلاقا من مدينة «سان لوي» السينغالية، غير أن المركب قد تحولت وجهته بفعل الأمواج والتيارات البحرية نحو سواحل مدينة الداخلة.
وتمكنت دورية للبحرية الملكية، يوم الثلاثاء الماضي، في الساعات الأولى من الصباح، من توقيف قارب على متنه العشرات من المرشحين للهجرة غير الشرعية على مستوى المياه المجاورة لنفوذ منطقة «لمهيريز» بجهة الداخلة وادي الذهب. وكان على متن هذا القارب الذي تم رصده في السواحل المغربية حوالي 121 مرشحا للهجرة السرية يتحدرون من جنسية سينغالية، حيث تم إجلاؤهم ونقلهم إلى ميناء الداخلة، كما حصلوا على المساعدة اللازمة من طرف السلطات.
وتتواصل منذ أيام عمليات ترحيل المهاجرين السريين السينغاليين من طرف سلطات بلادهم من الداخلة نحو وطنهم. واستنادا إلى المعطيات، فإنه تم إلى الآن ترحيل حوالي 470 مهاجرا سريا نحو السينغال، باستثناء شخص واحد فقط يخضع لعملية جراحية في مستشفى المدينة، إثر تعرضه لكسر في الساق على خلفية محاولته الهروب من مركز الاستقبال الذي وضع فيه.
وفي هذا الصدد، كانت وزيرة سينغالية مكلفة بالسينغاليين بالخارج قامت بزيارة عاجلة إلى مدينة الداخلة، حيث تفقدت أحوال عدد من المهاجرين السريين من جنسية سينغالية، والذين يوجد بعضهم في مركز للإيواء، وبعضهم الآخر في المستشفى، كما عقدت لقاء مع والي جهة الداخلة- وادي الذهب، بخصوص عمليات إنقاذ هؤلاء المهاجرين السريين في عرض البحر وإيوائهم من قبل السلطات المغربية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذه الرحلة الأولى استهدفت ترحيل المهاجرين السريين الذين يعانون من مضاعفات صحية، حيث إن بعضهم كان يرقد في المستشفى الجهوي لتلقي العلاجات، على أساس أن تتواصل عمليات ترحيل باقي المهاجرين السينغاليين في قادم الأيام.
وتعرف مدينة الداخلة وسواحلها هذه الأيام ضغطا كبيرا من المهاجرين السريين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ذلك أنها أقرب نقطة إلى الحدود الجنوبية للمملكة، حيث تم تسجيل عشرات محاولات الهجرة غير القانونية إلى جزر الكناري، انطلاقا من ضواحي الجهة. وتم إيقاف مجموعة كبيرة من المهاجرين الذين يتحينون الفرصة السانحة يوما بعد يوم للهجرة إلى جزر الكناري.
واستنادا إلى المعطيات، فإنه كلما استشعر الراغبون في الهجرة السرية حراسة مشددة للشواطئ ونقاط الانطلاق من قبل عناصر القوات المساعدة المرابطة على طول الشريط الساحلي للصحراء المغربية، ينتقلون على وجه السرعة إلى نقطة أخرى للانطلاق منها، وكلما ضاق عليهم الخناق بهذه المدينة ثانية ينتقلون إلى أخرى، وهكذا دواليك يتحينون الفرص لركوب البحر.