طانطان: محمد سليماني
لقي مستخدم بأحد معامل تصبير السمك بالمدخل الشمالي لمدينة طانطان مصرعه بعد سقوطه داخل بالوعة للصرف الصحي، بينما يوجد زميله في وضعية حرجة بغرفة العناية المركزة بالمستشفى.
واستنادا إلى المعلومات، فإن مستخدما بمعمل تصبير السمك، تم تكليفه مساء الاثنين المنصرم بتنظيف بالوعة للصرف الصحي قبالة المعمل الذي يشتغل فيه، إلا أنه أثناء عمله سقط وسط القناة ووجد صعوبة كبيرة في الخروج منها، نظرا لضيقها، ثم أيضا لكونها ممتلئة ببقايا الصرف الصحي وكميات كبيرة من النفايات السائلة وبقايا الأسماك، الأمر الذي دفع زميله الذي كان معه خلال العمل للتدخل لمحاولة إنقاذه، إلا أنه سقط هو الآخر في قناة الصرف الصحي، ووجد صعوبة في إنقاذ زميله وفي إنقاذ نفسه من موت محقق.
وقد تم الاتصال بالوقاية المدنية، والتي حل عناصرها على الفور، حيث تم إخراج الضحيتين من قناة الصرف الصحي، ونقلهما على وجه الاستعجال إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الحسن الثاني بمدينة طانطان، غير أن الضحية الأول الذي سقط في البالوعة لقي مصرعه قبل وصوله إلى المستشفى، فيما تم إيداع الضحية الثاني العناية المركزة.
وفتحت السلطات المختصة بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بطانطان، وذلك من أجل تحديد ملابسات الحادث، وترتيب المسؤوليات والجزاءات، خصوصا وأن بالوعة الصرف الصحي توجد خارج المعمل الذي يشتغلان فيه، ما يعني أن فتحها وتنظيفها من اختصاص عمال ومستخدمي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والذين يتوفرون على شاحنة للضخ متخصصة في تنظيف بالوعات وقنوات الصرف الصحي بالمدينة.
وتعالت مطالب عدد من الهيئات الحقوقية كفرع الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بطانطان بضرورة فتح تحقيق شفاف ومستقل لتحديد أسباب الحادث ومحاسبة المسؤولين عن السلامة في الموقع، مع ضرورة توفير بيئة عمل آمنة وصحية للعمال، وتطبيق إجراءات السلامة بصرامة وضمان الامتثال لها لتفادي وقوع حوادث مشابهة في المستقبل.