كلميم: محمد سليماني
لقي عامل صباغة مصرعه أول أمس السبت، متأثرا بجراحه البالغة وإصاباته الخطيرة، التي دخل على إثرها العناية المركزة منذ أيام.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عامل الصباغة دخل العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجهوي بكلميم، منذ يوم الأحد الماضي (15 دجنبر)، وذلك مباشرة بعد وصوله إلى المستشفى، وظل تحت المراقبة الطبية لمدة أسبوع، غير أن خطورة إصابته عجلت بوفاته.
وكان عاملا صباغة قد سقطا أرضا من علو لابأس به، عندما كانا بصدد طلاء واجهة أحد المباني بشارع النصر المعروف ب (شارع 30) بمدينة طانطان، حيث تعرض أحدهما لإصابات خطيرة، وهو الذي فارق الحياة بعد أسبوع، فيما الثاني أصيب بكسور متفرقة في أنحاء من جسده.
ومباشرة بعدما سقط العاملان اللذان كانا يشتغلان في صباغة واجهة مبنى بالشارع، تدخل عدد من المارة والعابرين لمحاولة إنقاذهما، حيث اكتشفوا خطورة الإصابات، ليتم إخطار السلطات المحلية، كما هرعت إلى عين المكان سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، والتي نقلتهما على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالمدينة، قبل أن يتم تحويلهما بعد لحظات من ذلك إلى المركز الاستشفائي الجهوي بمدينة كلميم (120 كلم شمال طانطان). ونظرا لخطورة إصابة أحد العاملين، فقد تم إدخاله إلى العناية المركزة بعد وصوله إلى مستشفى كلميم، إلا أنه فارق الحياة بعد أسبوع، فيما الثاني أجريت له عملية جراحية في اليوم الموالي لجبر هذه الكسور.
واستنادا إلى المعلومات، فليست هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها عامل صباغة، كان بصدد العمل في إطار صفقة لمجلس جهة كلميم واد نون، تتعلق بصباغة واجهات الشوارع الكبرى بمدن الجهة الأربع. فقبل أيام قليلة فقط، سقط عامل صباغة أثناء صباغة واجهة أحد المنازل بشارع الحسن الثاني وسط مدينة طانطان، حيث تم نقله في حالة حرجة إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بالمدينة. وكان العامل قد سقط من علو متوسط، بعدما زلت قدمه من فوق أخشاب مربوطة بأحبال طويلة من أجل توقيفها في العلو المناسب للصباغة، غير أنه في لحظة العمل تفكك أحد الحبال من إحدى الجهتين، فزلت قدم العامل، ليسقط أرضا على رأسه. وقبل ذلك بأيام قليلة كذلك، سقط عامل صباغة في إطار المشروع نفسه، عندما كان بصدد صباغة الطابق العلوي لواجهة أحد المنازل بشارع مولاي هشام المعروف محليا بشارع “الواد” وسط مدينة كلميم.
وكشفت مصادر مطلعة، أن عمال الصباغة العاملين في هذا المشروع، يشتغلون في ظروف تفتقر إلى شروط السلامة الضرورية، ذلك أنه سبق أن نبه عدد من المتتبعين منذ بداية أشغال صباغة واجهات عدد من شوارع المدينة قبل أيام، إلى انعدام شروط السلامة في هذا الورش، وهو الأمر الذي تأكد بعد السقوط المتواصل للعمال، رغم أن صفقة صباغة وطلاء واجهة المنازل بالشوارع الكبرى للمدينة أنجزها مجلس جهة كلميم واد نون، وخصص لها مبلغا ضخما، كان من المفروض أن يتم إلزام المقاولة الحائزة على الصفقة بضرورة اعتماد شروط السلامة والجودة لضمان عمل جيد.