اشتوكة آيت باها: محمد سليماني
لقي عاملان زراعيان (عامل وعاملة) مصرعهما، صباح أول أمس الخميس، متأثرين بجراحهما البالغة على إثر اصطدام وقع بين سيارة من نوع «بيكوب»، تقل عمالا زراعيين يشتغلون بعدد من الضيعات الفلاحية المنتشرة بتراب إقليم اشتوكة آيت باها، وسيارة خفيفة.
وبحسب مصادر من عين المكان، فقد جرح في هذه الحادثة أيضا 14 عاملا وعاملة بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك نتيجة الاصطدام القوي بين المركبتين. وهرعت إلى مكان الحادثة الواقعة على مستوى مدارة طرقية بالمدار السقوي بجماعة آيت اعميرة، بإقليم اشتوكة آيت باها، سيارات الإسعاف، والتي قامت بنقل الجرحى على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى، فيما تم تحويل مصابين آخرين حالاتهم حرجة إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بإقليم اشتوكة آيت باها، بل إن حوادث مركبات نقل العمال الزراعيين والعاملات الزراعيات تكاد تتكرر بشكل متشابه، إذ لا يكاد يمر شهر دون تسجيل حوادث مميتة، إلى درجة إطلاق نعوت شؤم قدحية على عربات نقل هذه الفئة من العمال. ففي الأشهر الأخيرة فقط لقيت عاملتان زراعيتان مصرعهما، فيما أصيبت سبع أخريات بإصابات بالغة نقلن على إثرها إلى المستشفى الجهوي، بعد انقلاب مركبة كانت تقلهن بالمدار السقوي يوسف بن تاشفين، عند عودتهن مساء إلى بيوتهن من يوم عمل شاق ومتعب. وقبل ذلك أصيب 32 عاملا زراعيا بإصابات متفاوتة الخطورة، بعد انقلاب عربة كان يجرها جرار بمنطقة «أيت اعميرة» بإقليم اشتوكة آيت باها، بعدما فقد الجرار توازنه بأحد المنعرجات، مما أدى إلى انقلاب العربة التي كان يجرها وعلى متنها العمال والعاملات بالمنطقة المعروفة بـ«أيت أفقير» بالمدار السقوي لسد يوسف بن تاشفين. كما سبق أيضا أن تعرض 39 عاملا زراعيا، من بينهم 24 عاملة لجروح متفاوتة الخطورة، عندما انقلبت شاحنة كانت تقلهم نحو ضيعة فلاحية قرب منطقة «أيت ميلك» بإقليم اشتوكة. كما لقي ثلاثة عمال زراعيين مصرعهم، وأصيب حوالي 26 عاملا آخر بإصابات متفاوتة الخطورة قبل ذلك، عندما انقلبت سيارة «بيكوب» كانت تقلهم قرب جماعة أيت اعميرة.
وبحسب مصادر نقابية بالقطاع الفلاحي، فإن ضحايا حوادث السير نحو الضيعات الفلاحية بمنطقة اشتوكة آيت باها يقدرون بحوالي 200 مصاب كل شهر تقريبا. وترى المصادر النقابية أن أسباب بعض هذه الحوادث المميتة تعود إلى الحالة الميكانيكية لبعض الشاحنات ووسائل نقل العمال الأخرى المهترئة، والتي لا تصلح لنقل العمال والعاملات أبدا، بالإضافة إلى ضيق أغلب الطرق القروية نحو الضيعات، وغياب علامات التشوير بها، ناهيك عن السرعة المفرطة أحيانا وتهور بعض السائقين، مما يؤدي إلى حوادث مميتة بين الفينة والأخرى.