كان ينقل سبعة ركاب من الرباط إلى تامسنا والحصيلة مؤهلة للارتفاع
الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن مدينة تمارة اهتزت، ليلة السبت الماضي، على وقع حادثة سير خلفت مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم عنصر قوات مساعدة وموظفان، وإصابة موظف ثالث بجروح وكسور خطيرة، ما زال يرقد بين الحياة والموت بقسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن الحادثة التي وقعت على مستوى الطريق السيار بالقرب من مدخل مدينة تمارة، في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة السبت المنصرم، استنفرت كل الأجهزة الأمنية والترابية بعمالة الصخيرات تمارة، حيث انتقل كبار مسؤولي الدرك والعمالة ومصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، من أجل معاينة تفاصيل الواقعة.
وتم نقل جثتي موظفين شابين إلى مستودع الأموات بمستشفى ابن سينا، بعد أن لقيا مصرعهما على الفور، كما تم نقل شخصين آخرين في وضعية جد صعبة إلى قسم المستعجلات، قبل أن يلفظ أحدهما يشتغل بجهاز القوات المساعدة بالرباط أنفاسه الأخيرة، زوال أول أمس الأحد.
وضمن باقي المعطيات المرتبطة بهذا الحادث المميت، أكدت مصادر الجريدة أن مصالح الدرك الملكي بمركز الطريق السيار اعتقلت سائق السيارة على الفور، الذي تشير التحريات الأولية إلى أنه يمارس النقل السري بين مدينتي الرباط وتامسنا، وكان بصدد نقل سبعة أشخاص أغلبهم موظفون بالعاصمة، على متن عربة مماثلة لسيارات الأجرة من النوع الكبير، لا تتوفر على رخصة رسمية بنقل المواطنين.
وأكدت المصادر ذاتها أن رحلة «الخطاف» الذي تم وضعه رهن الحراسة النظرية، انطلقت من باب الأحد بالرباط صوب مدينة تامسنا، عبر الطريق السيار، قبل أن تنقلب السيارة بسبب انفجار مفاجئ للعجلة الأمامية، وتصطدم بقوة بإطارات حديدية بالطريق السيار، مخلفة مقتل شخصين على الفور وإصابة رجلين آخرين بإصابات بالغة للغاية، توفي على إثرها أحدهما بعد ساعات قليلة، فيما نجا ثلاثة ركاب رفقة السائق بأعجوبة، حسب شهود عيان.
وأعادت حادثة الطريق السيار سؤال النقل السري و«الخطافة» إلى الواجهة من جديد، حيث استغرب مواطنون استمرار إزهاق أرواح أشخاص بسبب «الخطافة»، في مدينة الأنوار. وقال شهود عيان إن عددا كبيرا من الموظفين والطلبة، خاصة القاطنين بتامسنا، يضطرون إلى الاستنجاد بسيارات النقل السري و«الخطافة»، للوصول إلى مقرات سكناهم بالمدينة المذكورة آنفا وسيدي يحيى زعير وعين العودة والصخيرات وغيرها من المدن والجماعات، التي تصبح معزولة تماما عن العاصمة الرباط بعد الساعة الثامنة مساء، في ظل ندرة وسائل النقل الرسمية وخطوط حافلات النقل الحضري المخصصة لهذه المناطق.
وقالت المصادر نفسها إن أزمة النقل الحادة التي يعيشها سكان الجماعات المجاورة لمدينة الرباط، سيما تامسنا وعين العودة والصخيرات، وفوضى الأثمنة التي تفرضها سيارات الأجرة في زمن الذروة عند الفترات المسائية والصباحية أيضا وكذا أوقات متأخرة من الليل، يستغلهما «الخطافة» ليعيثوا فسادا في أرواح المواطنين، حيث تنعدم كل الحقوق واعتبارات الصيانة والمراقبة، كما وقع ليلة السبت الماضي على مستوى الطريق السيار ومصرع ثلاثة موظفين مخلفين وراءهم زوجات وأطفال في مقتبل العمر.
وأضافت المصادر ذاتها أن ولاية الرباط تواصل تجاهلها لأزمة النقل وفوضى النقل السري بقلب العاصمة، وبالقرب من مقر الولاية والدوائر الأمنية والترابية. وما يزيد الطين بلة هو نقل وتهجير آلاف الأسر في ظرف قياسي صوب أحواز تامسنا والصخيرات وعين العودة، في إطار محاربة دور الصفيح وإعادة الإسكان، دون الأخذ بعين الاعتبار أزمة النقل التي يواجهها الموظفون والطلبة للتنقل إلى هذه المناطق.