علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة، أن مهاجرا مغربيا مقيما بالديار الأوروبية، تقدم، نهاية الأسبوع الماضي، إلى المصالح الأمنية بمدينة بني ملال بشكاية حول سرقة من داخل سيارته التي أوقفها أمام منزله بأحد الأحياء بالمدينة، حيث أن فرحته بالعودة إلى أحضان أسرته أنسته إغلاق زجاج نافذة باب سيارته، ليتم السطو على حافظته اليدوية التي كانت موضوعة على الكرسي المجاور من طرف أحد الجناة الذي استولى عليها واختفى عن الأنظار، بعدما غنم مبلغا ماليا يفوق خمسة ملايين سنتين من العملة الأجنبية بالإضافة إلى وثائق الإقامة الخاصة بالمشتكي بما فيها جواز سفره.
وبعد أن سجل هذا المواطن شكايته لدى مصالح الأمن وفقدانه الأمل في استرجاع وثائقه ومبلغه المالي الذي حصله من عمله في بلاد المهجر، تفاعلت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال مع شكايته، حيث أطلقت سلسة من التحريات والأبحاث الميدانية، التي أسفرت عن تحديد هوية الجاني بسرعة، وقد كشفت أن الجاني قاصرا لم يتجاوز عمره 16 سنة، حيث اعتقلته في أقل من ساعتين على اقتراف جريمته متواريا عن الأنظار بأحد حقول الزيتون المنتشرة بالمدينة، وقد تفاجأ بعناصر الشرطة تحاصره وهو يحتفظ بجزء كبير من المبلغ الذي استولى عليه بجيب سرواله، قبل أن يقر منذ الوهلة الأولى باقترافه السرقة، كما اعترف أيضا للمحققين أنه مكن أحد أصدقائه بجزء من المبلغ مقابل التغاضي عن فعلته والسكوت عنها.
وقد سارعت عناصر الشرطة لإيقاف الشريك وهو بدوره قاصر، حيث استرجعت مبلغ العملة الصعبة التي كان بحوزته، كما عملت أيضا على استرجاع كل وثائق الإقامة والسفر الخاصة بهذا المهاجر، بعدما قام السارق الصغير بإخفائها بعناية شديدة تحت أكوام من التراب في منطقة خلاء ضواحي بني ملال، وحسب مصادر الجريدة، فقد تم وضع المشتبه فيهما تحت المراقبة لفائدة البحث التي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، قبل عرضهما صباح، أول أمس الثلاثاء، على أنظار القاضي المكلف بالأحداث لاستكمال أطوار محاكمتهما.