علمت «الأخبار»، من مصادر جيدة الاطلاع، أن فرقة مكافحة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، نجحت في تفكيك عصابة إجرامية وصفت بالخطيرة تتكون من أربعة أشخاص من ذوي السوابق القضائية، روعوا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، أحياء العاصمة الرباط، خاصة الراقية منها بالسرقات الموصوفة، والتي تستهدف الأسلاك النحاسية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء وكذا شركات الاتصالات.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن تدخلا أمنيا محكما أنجزته عناصر الشرطة القضائية بمشاركة فرقة الدراجين ودورية للأمن العمومي، أسفر عن إيقاف أربعة أشخاص اثنان منهم غادرا السجن قبل أسابيع فقط، متلبسين بالسطو على أسلاك نحاسية بشارع الأرز بحي الرياض وسط العاصمة الرباط، حيث جرى اعتقالهم ووضعهم رهن الحراسة النظرية من أجل إخضاعهم للأبحاث اللازمة من طرف فرقة متخصصة في مكافحة العصابات تابعة للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وتمت إحالتهم، صباح الأحد الماضي، على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، الذي أحالهم بدوره على قاضي التحقيق ملتمسا تعميق البحث معهم بشكل تفصيلي بالنظر إلى التهم الخطيرة التي تلاحقهم، قبل أن يقرر هذا الأخير إيداعهم سجن العرجات ومتابعتهم في حالة اعتقال بتهم تكوين عصابة إجرامية من أجل السرقات الموصوفة والسطو على منشآت تشكل منفعة عامة باستعمال ناقلات وحيازة أسلحة بيضاء وخرق حالة الطوارئ الصحية.
وكان مواطنون بحي الرياض، وهو أرقى أحياء العاصمة على الإطلاق، قد سجلوا في الآونة الأخيرة، تزامنا مع فترة الحجر الصحي، انقطاعات متواترة للتيار الكهربائي وكذا خطوط الاتصالات التي أثرت بشكل كبير على الخدمات الهاتفية وإمدادات الأنترنيت، وقد تفاعلت الشركات المعنية مع شكايات المواطنين، من خلال إيفاد لجان تقنية للمواقع موضوع الشكايات، حيث تبين أن أسباب تراجع هذه الخدمات تعزى إلى عمليات سرقة منظمة تطال منشآت حيوية تستهدف الأسلاك الهاتفية والكهربائية المكونة من مادة النحاس، حيث تتم سرقتها وإعادة بيعها في سوق سوداء باتت تسيل لعاب كبار تجار المعدن على الصعيد الوطني، بالنظر للقيمة المالية والأرباح التي تدرها هذه المعادن على أصحابها بعد تذويبها وبيعها.
وتمكنت الأجهزة الأمنية المختصة في زمن قياسي من تفكيك هذه الشبكة الإجرامية واعتقال أفرادها، كما تم حجز ثلاث سيارات كانت العصابة تستعملها للتنقل بين أحياء الرباط وشوارع حي الرياض تحديدا من أجل السطو على الأسلاك النحاسية.
وكشفت التحريات، حسب مصادر «الأخبار»، أن العصابة الإجرامية استغلت وضعية الحجر والطوارئ الصحية، لاستهداف نقط ومواقع خاصة بشركات الاتصالات وتوزيع الكهرباء، باستعمال ناقلات والحرص على انتحال صفة مستخدمين لدى هذه الشركات، حيث يتظاهر أفراد العصابة بمباشرة تدخلات مستعجلة، من أجل السطو بكل أريحية على هذه الأسلاك غالية الثمن، إلا أن اليقظة الأمنية لمصالح أمن الرباط نجحت في إيقافهم والحد من أنشطتهم الإجرامية وسرقة ممتلكات الدولة.
وعلم لدى مصادر الجريدة أن التحريات الأمنية لا زالت تتعقب بعض التجار بمدن القنيطرة والبيضاء وسلا، تبين أنهم يشترون الأسلاك النحاسية المحصلة من عمليات السرقة.
يذكر أن انشغال مصالح الشرطة بولاية أمن الرباط بمختلف شعبها، بتنزيل تدابير الطوارئ الصحية والتي حققت فيها العلامة الكاملة، لم يتنها عن إنجاز تدخلات أمنية نوعية استهدفت كل مظاهر الجريمة ومواقعها، حيث نفذت جملة من الاعتقالات بكل أحياء العاصمة الرباط بناء على تفاعلها مع شكايات المواطنين ونداءات التدخل التي استنجدت بالرقم 19، فضلا عن الانتشار الجيد لفرق الأمن العمومي والدراجين وفرق التدخل السريع والاستعلام الجنائي، ما مكن من تخفيض نسب الجريمة بشكل غير مسبوق، وهو ما خلف استحسانا كبيرا لدى ساكنة الرباط، فضلا عن النجاح الملحوظ الذي حققته المصالح الأمنية بالرباط في التجاوب مع المواطنين بشكل تشاركي لتجاوز أزمة كورونا من حيث التنظيم والالتزام بمقتضيات الحجر الصحي وحالة الطوارئ والسير والجولان.
