نظم عشرات المواطنين من سكان دوار أولاد عبد الصادق، التابع ترابيا لجماعة سيدي أحمد الخدير، دائرة البروج بإقليم سطات، وقفة أمام مشروع بناء عنبر خاص بتربية وإنتاج لحوم الدواجن (الديك الرومي)، وذلك احتجاجا على ما أسموه لامبالاة المسؤولين المحليين والإقليميين تجاه مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة، والمتعلقة برفضهم بناء هذا المشروع بالقرب من منازلهم لما يشكله من خطر بيئي عليهم وعلى صحة أبنائهم.
ورفع المحتجون لافتات عبروا فيها عن رفضهم القاطع للمشروع، مرددين مجموعة من الشعارات عبروا من خلالها عن استنكارهم الشديد لظاهرة بناء العنابر المختصة في إنتاج وتربية الدواجن التي اجتاحت المنطقة نتيجة الرخص التي يمنحها المكتب الإقليمي للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، في تحد سافر لرغبة السكان الذين صبوا، خلال هذه الوقفة الاحتجاجية «الإنذارية»، جام غضبهم على السلطات المحلية والمجلس الجماعي اللذين عجزا عن إنقاذهم من هذا المشروع، مطالبين بالتدخل العاجل من أجل وقف عملية البناء.
وطالب المحتجون، من خلال الشعارات التي صدحت بها حناجرهم، بتطبيق القانون المنظم لعملية إنشاء الضيعات ووحدات تربية الدواجن وغيرها من المشاريع التي يمنع منعا كليا إحداثها داخل المجالات السكانية أو بالقرب منها، مؤكدين، في تصريحات متفرقة على أنهم وجهوا مجموعة من الشكايات للمسؤولين منذ بداية إنشاء هذا المشروع الذي نزل عليهم كالصاعقة نظرا للخطر الصحي والبيئي الذي بات يهددهم، مطالبين بتشكيل لجنة مختلطة يعهد لها النظر في الملف والوقوف على الأضرار التي ستلحقها هذه الضيعة في حال إنشائها لانعكاساتها الخطيرة من خلال الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتحبس الأنفاس، وتهدد السلامة الصحية والبيئية للمواطنين، وخاصة الأطفال والشيوخ، متسائلين، في الوقت ذاته، عن السر الذي دفع الجهات المعنية للترخيص لهذا المشروع القريب من الدوار، دون الأخذ بعين الاعتبار الرسائل والشكايات المتعددة الموقعة من طرف المواطنين المتضررين التي وجهت في الموضوع لأطراف عدة دون أن تجد لها الحل لغرض في نفس يعقوب، حسب تعبير المتضررين، فيما تساءل آخرون عن مدى احترام شروط وبنود دفاتر التحملات بحذافيرها، والتي تتشدد في إنشاء محلات تربية الدواجن، خاصة الشق المتعلق بالسلامة الصحية، مطالبين بإجراء بحث في التراخيص السابقة.
هذا ودخلت على الخط فعاليات حقوقية قامت بمؤازرة السكان في محنتهم، كاشفة، خلال الوقفة الاحتجاجية، عن معاناة سكان المنطقة جراء التهافت على بناء عنابر لتربية الدواجن بمحاذاة الدور السكنية، مسجلة ما اعتبرته حجم الأضرار البيئية والصحية على المواطنين الناتجة عن تلك الوحدات، من قبيل الربو والحساسية والتهابات العيون والجلد، ناهيك عن الانتشار الكبير للحشرات والكلاب الضالة التي تقلق راحة السكان وتساهم في نقل الأمراض بشكل مخيف.
وأشار بوشعيب نجار، رئيس «المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد»، في مداخلة أمام المتضررين، إلى المخاطر المرتبطة بعدم تدبير مخلفات ونفايات الضيعات بشكل يتماشى مع الإجراءات المعمول بها حفاظا على البيئة والصحة العامة، وتأثير المياه الجوفية من مخلفات الدواجن والتي تعتبر مصدر المياه المستعملة للشرب والأغراض اليومية، مشددا على أن البعد التنموي في شموليته لا ينبغي أن يراعي الجانب الاقتصادي على حساب البعد البيئي والإيكولوجي والصحي، مطالبا بفتح تحقيق في مدى احترام التراخيص للمساطر المعمول بها في هذا الشأن، ومتسائلا عن الجهة التي رخصت لهذا المشروع في ظل وجود شكايات وتعرضات من طرف السكان.
سطات: مصطفى عفيف