طنجة: محمد أبطاش
تقدم رئيس لجنة التعمير وإعداد التراب والممتلكات والشؤون الاجتماعية والثقافية بجماعة قصر المجاز بملتمس إلى رئيس هذه الجماعة، يتضمن استفسارا حول الوضعية القانونية والبيئية لمشروع فتح واستغلال المقالع الخاص بشركة صناعية محلية بمنطقة اغلالة، في ظل مزاعم بوجود اختلالات قانونية وإدارية. ووفقا للمراسلة المؤرخة بتاريخ 23 دجنبر الجاري، توصلت «الأخبار» بنسخة منها، فقد أوضح رئيس اللجنة المعنية أن هذا الطلب يأتي في إطار ممارسة الصلاحيات الموكلة إليه بصفته رئيسا للجنة. ويتعلق الطلب بالحصول على معلومات دقيقة حول التصاريح القانونية، وتفاصيل البيانات البيئية والإدارية الخاصة بالمشروع، نظرا إلى ما يثيره من مخاوف بيئية واجتماعية. وأشار إلى أن المشروع أثار استياء واسعا لدى السكان المحليين، بسبب ما وُصف بتأثيراته السلبية المحتملة على البيئة والصحة العامة. كما تضمنت المراسلة إشارة إلى المقتضيات القانونية الوطنية والدولية المتعلقة بحماية البيئة والموارد الطبيعية، مُستندة إلى الفصل 27 من الدستور المغربي الذي يضمن حق الوصول إلى المعلومات، وطالب رئيس اللجنة بضرورة الإفصاح عن جميع الوثائق التي توضح مدى التزام المشروع بالقوانين الجاري بها العمل.
وأكد رئيس اللجنة المعنية على أهمية الشفافية في مثل هذه القضايا، داعيا إلى تزويد اللجنة بالبيانات المطلوبة عبر المنصة الإلكترونية الرسمية للجماعة، في وقت هدد باللجوء إلى مواجهة الجماعة، في حالة عدم الكشف عن هذه البيانات. كما تأتي هذه الخطوة وسط تقارير محلية تشير إلى حالة من الغضب، بسبب إغلاق مستوصف صحي في المنطقة، دون تقديم حلول بديلة، مما يزيد من الحاجة إلى توضيح الآثار المترتبة على المشروع الصناعي الجديد وكذا تأثيره السلبي على المواطنين، وأيضا على الفرشة المائية وغيرهما.
وتبعا لذلك، فإن الشركة المعنية لها ارتباط وثيق بقضايا مضرة بالبيئة محليا، خاصة وأنها تشرف كذلك على بعض المقالع المحلية، في الوقت الذي باتت السلطات المختصة محليا تتجاهل توصيات لجنة برلمانية سبق أن حلت بعموم مقالع الجهة، للتنبيه إلى مخاطرها على الفرشة المائية وكذا المواطنين، بعدما أضحت هذه المقالع تشكل عبئا ثقيلا على التنمية المحلية، سواء تهديدها المستمر للفرشة المائية القريبة من بعض السدود، أو تهديد الحياة البحرية وغيرهما. حيث كانت هذه اللجنة البرلمانية التي تم تشكيلها في وقت سابق اجتمعت بمختلف المتدخلين محليا، كما زارت هذه المقالع بشكل ميداني، قصد الوقوف على النقائص والحاجيات الضرورية لاستمرار هذه المقالع، أو العمل على وقفها، في ظل التحديات المرتبطة بالمناخ، وعلى رأسها نقص الثروة المائية، سيما أن جل السدود المحلية يتم ربطها بالفرشة المائية، لتعويض النقص الحاصل، غير أن أشغال هذه المقالع تهدد هذه الفرشة بالنضوب في ظل عمليات حفر واسعة، خصوصا بضواحي طنجة وإقليم الفحص أنجرة الذي توجد فيه جماعة قصر المجاز.