طنجة: محمد أبطاش
تحول مشروع دار السعادة التابع لجماعة طنجة بمقاطعة بني مكادة، إلى بناية مهملة تحيط بها القطط والقاذورات من كل جانب، كما تعرضت تجهيزاته للتلف وسرقة ما تبقى منه، في ظروف غامضة.
وحسب بعض المصادر، فإن هذه الدار هي مندرجة ضمن مشاريع طنجة الكبرى، والتي افتتحت سنة 2015، حيث تضمنت تجهيزات حديثة ومرافق نموذجية تستوعب أنشطة ثقافية واجتماعية، وكان الهدف من المشروع تعزيز التنمية المجالية في بني مكادة، غير أنه سرعان ما تحولت أخيرا البناية إلى بناية مهجورة ومتهالكة من الداخل والخارج، ناهيك عن غياب الصيانة الدورية، ما أدى إلى تدهور المرافق بشكل كبير.
وقالت مصادر جمعوية إنه، قبل تسع سنوات، كانت دار السعادة في تجزئة المجد عنوانا للأمل ومشروعا يبشر بمستقبل واعد، حيث تم افتتاح هذه البناية بحضور عمدة المدينة وقتها، فؤاد العماري، وعدد من المسؤولين المحليين، وكان المشروع وقتها يعتبر نموذجا فريدا على مستوى المدينة، بتصميمه المعماري الراقي وتجهيزاته الحديثة التي خصصت لخدمة ثلاث جمعيات محلية وجماعة طنجة الحضرية، كما كلفت ملايين الدراهم من خلال اقتناء تجهيزات وتحديثها. وأضافت هذه المصادر الجمعوية أن المشروع الذي كان بمثابة أيقونة للعمل الجمعوي والثقافي بطنجة، سرعان ما تحول إلى رمز للإهمال، فما كان يعرف بمرفق اجتماعي متكامل يدعم النساء والشباب والجمعيات المحلية، أصبح خرابا من الداخل والخارج، وبات يعاني من تدهور المرافق وانعدام الصيانة، ليجسد حالة بني مكادة المهمشة تشير المصادر نفسها.
وشددت المصادر ذاتها على أن الدار كانت تنشط فيها جمعيات منها جمعية «عروس الشمال»، و«الاتحاد الوطني لنساء المغرب – فرع بني مكادة»، و«جمعية شفاء»، ولكن مع مرور الوقت لم تحافظ البناية على دورها، بسبب غياب برامج الصيانة والتأهيل.
وفي هذا السياق، طالب بلال أكوح، المستشار الجماعي بجماعة طنجة، المصالح المختصة بفتح تحقيق في ظروف إهمال هذه الدار، مطالبا في الآن نفسه بإطلاق برنامج طنجة الكبرى في نسخته الثانية، ليس فقط لتوسيع المشاريع الجديدة، بل لصيانة ما تم إنجازه في النسخة الأولى من المشروع، مؤكدا أن هذا الوضع بمثابة صرخة مجتمع يبحث عن العدالة المجالية وإعادة التوازن في السياسات بالمدينة.