عقد اجتماع، وصف بالساخن بعمالة ميسور، بحر الأسبوع الجاري، وذلك لبحث اختلالات الصحة بالمستشفيات العمومية، والمراكز الصحية بإقليم بولمان، فضلا عن الاستماع لمداخلات نارية لمنتخبين في الموضوع، بحيث أكد عدد منهم على استمرار تراكم الشكايات الخاصة بغياب التخصصات الطبية، ومشاكل وارتباك الاستفادة من الإسعاف والتوجيه إلى المستشفى الجامعي بفاس، إذ يضطر المرضى والجرحى لقطع مسافة 300 كيلومتر من أجل الاستفادة من الخدمات الصحية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن العديد من سكان أوطاط الحاج والدواوير المحيطة، طالبوا بتجهيز مستشفى أحمد ابن ادريس الميسوري، بالمعدات الطبية، واحترام الحد الأدنى من المعايير المطلوبة في مستشفى محلي، كي يتم التخفيف من توجيه المرضى نحو المستشفى الإقليمي بميسور، والذي بدوره يشكل محطة عبور فقط، ويقوم بتوجيه المرضى نحو المستشفى الجامعي بفاس.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإنه في ظل معاناة أغلب سكان المناطق القروية بإقليم بولمان، مع الفقر والتهميش، تتضاعف معاناتهم مع النقل بواسطة الإسعاف من ميسور في اتجاه فاس، حيث شكايات التأخر في الانطلاق بسبب غياب سيارة الإسعاف أحيانا، ومطالبة الجميع بأداء مبالغ مالية تتراوح بين 400 و700 درهم مصاريف الإسعاف، فضلا عن إكراهات مصاريف أخرى بفاس نتيجة قضاء أيام بالفنادق لمصاحبة المريض وعيادته حتى استفادته من العلاجات الضرورية، وتدبر رحلة العودة على حسابه.
وأشارت المصادر عينها إلى أنه مع تراكم مشاكل القطاع الصحي بإقليم بولمان، تتراكم الشكايات الشفوية والاحتجاجات والصراعات اليومية التي تقع بالمؤسسات الاستشفائية العمومية، ما يرفع من نسبة الاحتقان الاجتماعي، وتبعات المآسي والجراح التي تتداول في أوساط العائلات، وتنتج عن غياب الجودة في الخدمات الصحية العمومية، وسوء الاستقبال وجفاف المعاملة، في ظل الفقر والهشاشة، وتكرار مشاكل النقل بواسطة الإسعاف.
وكانت جماعة أوطاط الحاج، شهدت احتجاجات عارمة، على غياب الجودة في الخدمات الصحية، خلال الولاية الحكومية السابقة، حيث تم منح وعود بتدارك الأمر والقيام بالإصلاحات الضرورية، والقطع مع الاستغلال الانتخابوي لمشاكل الصحة بالإقليم، وتوفير الأدوية وتعيين أطباء مختصين، لكن مع مرور الوقت، تم التراجع عن مجموعة من القرارات التي كانت السبب في عودة الهدوء، وسط تحذير أصوات حقوقية من كسر عامل الثقة بين المواطن وقطاع الصحة، وصعوبة التعامل مع الأوضاع الاجتماعية في ظل موجة غلاء الأسعار.
تطوان: حسن الخضراوي