إنزكان: محمد سليماني
عادت من جديد المشاكل التنظيمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بإقليم إنزكان أيت ملول، إلى الواجهة قبيل المؤتمر الوطني المقبل، وذلك بعد عقد جمع عام تأسيسي للفرع المحلي للحزب بمدينة إنزكان، يوم الأربعاء المنصرم، بإحدى قاعات الحفلات بالدشيرة الجهادية، وسط غضب اتحاديي المدينة.
وبحسب المعطيات، فقد أشرف الكاتب الجهوي عبد الكريم مدون على عقد جمع عام لاختيار مكتب جديد لتدبير شؤون الحزب بمدينة إنزكان، حيث تم اختيار أحد الملتحقين من حزب الاستقلال بحزب «الوردة» أخيرا كاتبا للفرع. وكان الاتحاد الاشتراكي قد قام بتزكية هذا الملتحق وكيلا للائحة الحزب، لخوض غمار استحقاقات جماعة إنزكان خلال الانتخابات الماضية، بعد خلافات له مع حزبه السابق، بسبب التحاق مستقيلين من حزب العدالة والتنمية بحزب علال الفاسي.
واستنادا إلى المصادر، فإن عقد جمع عام لتأسيس فرع الحزب بإنزكان رفضه اتحاديو المنطقة، باعتبار أن الحزب يتوفر على هيئات منظمة ومنتخبة قانونيا، وبالتالي فإنهم لا يعترفون بالتنظيم الجديد الذي اتهموا أصحابه بـ«تهريبه إلى مدينة الدشيرة بدل إنزكان». وأكد الاتحاديون الغاضبون أنهم «سيتصدون لذلك بكل الوسائل المتاحة، من أجل حماية الحزب». في المقابل فقد جاء تأسيس فرع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعدما تم تجميد وضعية الفرع برمته من قبل الكتابة الجهوية، بتنسيق مع المكتب السياسي والكاتب الأول، وذلك منذ 31 يوليوز المنصرم، وقام الكاتب الجهوي بتوجيه رسالة إلى باشا مدينة إنزكان، يؤكد فيها أن «جميع أعضاء الفرع لا يحق لهم التحدث باسم الحزب، أو تمثيله لدى السلطات أو المحاكم». بعد ذلك قامت الكاتبة الإقليمية للحزب بتقديم استقالتها من مهامها هي الأخرى، مبررة ذلك بأنها تأتي لأسباب ذاتية وموضوعية، وأخرى تنظيمية. وعلى إثر ذلك كله قام الكاتب الأول لحزب «الوردة» بطرد أربعة قياديين بإنزكان أيت ملول من الحزب، وذلك لأن المطرودين، حسب قرار الكاتب الأول، «قد تخلوا عن عضويتهم في الحزب، ولم تعد تربطهم به أي رابطة تنظيمية، بعد ثبوت انخراطهم في حملة علنية لمناهضة مرشحات ومرشحي الحزب للاستحقاقات الانتخابية، خدمة لأجندات مدفوعة الأجر»، بعدما قاموا بتعليق لافتة على واجهة مقر الحزب، يتبرؤون فيها من اللائحة الجماعية والتشريعية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المقدمة للاستحقاقات الانتخابية، معتبرين أن الأسماء التي تتضمنهما اللائحتان لا علاقة ولا صلة لها إطلاقا بحزب «الوردة»، كما وصفوا اللائحة بأنها «منتحلة»، لذلك «لن ندعمهم، لن صوت عليهم، لا يمثلوننا»، حسب لافتة الاتحاديين الغاضبين.
إلى ذلك، فإن تأسيس فرع جديد للحزب بإنزكان من شأنه أن يفتح باب المواجهات، بين الاتحاديين القدماء والجدد بالمدينة، حول من له أحقية تمثيل الحزب.