البرلماني هشام المهاجري يوجه اتهامات ثقيلة للأكاديمية الجهوية
محمد وائل حربول
على إثر الاكتظاظ الذي تشهده العديد من المؤسسات التعليمية بمدينة مراكش، إضافة إلى الخصاص المهول في بعض الأساتذة داخل مجموعة من الثانويات التأهيلية والإعدادية، علمت «الأخبار» أن عددا من المستشارين الجماعيين داخل المدينة الحمراء، قاموا بمراسلة شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من أجل بعث لجنة خاصة للتحقيق في هذا الأمر الذي أثر كثيرا على مردودية التلاميذ من جهة، وأثقل كاهل عدد من الأساتذة من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد، فقد كان مطلب المراسلة التي حصلت الجريدة على نسخة منها، يتمثل بالمقام الأول في تدخل وزير التعليم للبحث في خصاص المؤسسات التعليمية بعدد من المقاطعات على مستوى المدينة، ضمنها منطقة جبل جليز، الموجودة بنفوذ مقاطعة جليز، حيث تم التوقيع على هذه المراسلة من قبل أربعة مستشارين بمقاطعة جليز، وهم محمد جنان عن حزب الاشتراكي الموحد، وإبراهيم فرقان عن حزب التقدم والاشتراكية، ومريم الماشي، وزوجها محمد الحر عن حزب جبهة القوى الديمقراطية.
واستنادا إلى المعلومات التي تحصلت عليها «الأخبار» في هذا السياق، فقد جاءت مراسلة المستشارين المذكورين لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بعد خروج آباء وأولياء التلاميذ بمنطقة أكيوض، للتعرض عن غياب بعض الأساتذة في مجموعة من المواد الحيوية، وعدم وجود أساتذة في بعض المواد الأخرى، إضافة إلى احتجاجهم على الاكتظاظ الذي وصلت إليه بعض الأقسام بمجموعة من المؤسسات التعليمية الموجودة بالمنطقة ذاتها، وهو ما استدعى غير ما مرة من أولياء التلاميذ وعدد من الفعاليات المدنية طلب إنشاء مؤسسة تعليمية أخرى بالمنطقة، لتخفيف الضغط الكبير، خاصة على الثانوية الإعدادية الموجودة بالمنطقة.
وقالت المستشارة المثيرة للجدل مريم الماشي، في المراسلة التي قامت بإرسالها، إنها سبق وأن تقدمت إلى مدير أكاديمية التعليم بمدينة مراكش بطلب بناء إعدادية بمنطقة أكيوض الكدية بولغرايب النور وأحياء مبروكة بمقاطعة جليز، غير أن مدير الأكاديمية كان جوابه، حسب المراسلة نفسها، «مجانبا للصواب والحقيقة، وفضفاضا، وغير مبنى على إحصائيات مضبوطة»، حيث أشار في جوابه إلى عدم وجود بقعة أرضية بالمنطقة لإنجاز هذه الإعدادية. لتضيف المستشارة ذاتها أنها أخبرته بوجود بقعة بحي النور بأكيوض.
وأكدت مريم الماشي على أن مدير الأكاديمية يتحدث دائما عن وجود مؤسسة المجد الإعدادية، وعلى أنها تغطي الخصاص، وهو الشيء الذي أجابت عنه في المراسلة المرفوعة إلى وزير التعليم، بالقول إن مؤسسة المجد إن كانت تغطي هذا الخصاص المذكور، فلماذا البحث عن بقعة أرضية، مع العلم أن المندوب اعترف بأن الاكتظاظ هو 37 تلميذا في القسم الواحد؟
وأشارت المستشارة ذاتها رفقة الموقعين على المراسلة المذكورة، إلى أن المنطقة التي تم ذكرها تبعد عن مدرسة المجد الإعدادية بـ5 كيلومترات، حيث توجد بها مؤسستان عموميتان ابتدائيتان وسبع مؤسسات خصوصية، لتؤكد على أنه واستنادا إلى كل هذه المعطيات، «نطلب بكل احترام تكوين لجنة مختصة لزيارة المنطقة، والوقوف على صدق هذا الكلام»، وهو الشيء الذي كانت تنادي به فعاليات مدنية تعتبر أن منطقة أكيوض من بين أكثر المناطق المهمشة بمراكش، بالرغم من ضمها لكثافة سكنية من بين الأكثر على صعيد المدينة.
وجاءت هذه المراسلة بعد يوم واحد من توجيه البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، هشام المهاجري، لاتهامات ثقيلة لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي. واتهم المهاجري الذي يشغل منصب رئيس لجنة الداخلية بمجلس النواب، مدير الأكاديمية المذكورة برفض المصادقة على صفقة ثانوية اروهالن وإيمندونيت، بإقليم شيشاوة، سنتي 2021 و2020، بدعوى أن مبلغ الصفقة مرتفع، مقارنة مع ما حدده هو وبعض الموظفين القاطنين بمراكش، والذين لم يسبق لهم أن زاروا المناطق الجبلية بالجهة، مع التذكير أنهم صادقوا على المبالغ نفسها لمؤسسات في عمالة مراكش، وفي مناطق سهلية.