طنجة: محمد أبطاش
تحولت الدورة الاستثنائية لجماعة طنجة المنعقدة، أول أمس الخميس، إلى ما يشبه «محاكمة» شركات تدبير قطاع النظافة بالمدينة، بسبب ما أسماه المنتخبون الاختلالات التي أصبحت ترافق هذا القطاع، وكان آخرها ما عاشته شوارع عاصمة البوغاز، خلال عيد الأضحى الماضي.
وأكد الأعضاء أنه من غير المقبول الاستمرار في التعاقد مع شركات تتوصل بنحو 30 مليار سنتيم سنويا، دون تقديم خدمات في المستوى المطلوب، سيما وأن هذه الشركات لا تقدم خدمات جدية على مستوى تدبير قطاع النظافة بمدينة طنجة، بالمقارنة مع الميزانية الضخمة التي تتوصل بها هذه الشركات، مبرزين أن وضع النظافة خلال عيد الأضحى كان كارثيا في العديد من الأحياء، وبقي كذلك إلى حدود ساعة متقدمة من النهار.
واستغرب هؤلاء المنتخبون ما وصفوه بالدفاع المستميت للعمدة منير الليموري عن هذه الشركات، خاصة بعدما لجأ إلى توقيع بلاغ انفرادي دون العودة إلى بقية المكتب، بمن فيهم نائبه الأول الذي خرج هو الآخر، أول أمس، لينتقد الوضع، ويعبر عن عدم رضاه عن تدبير هذه الشركات لقطاع النظافة.
وعلى صعيد آخر، طالب المنتخبون بفتح تحقيق بخصوص تدبير الشركات المعنية لقطاع النظافة، أو البحث عن بديل لها، في ظل كون طنجة تسير باتجاه وهذه الشركات تسير باتجاه معاكس لا يوازي التقدم الذي تشهده المدينة، ناهيك عن الحركية الكبيرة التي تعرفها خلال الفترة الصيفية وبعض المناسبات، بما فيها عيد الأضحى الأخير. إلى ذلك، شهدت الدورة أيضا مناقشة عدد من الملفات، بما فيها استعداد الجماعة لتفويت عدد من المرافق لشركة المرابد، منها المحجز الجماعي وسوق الماشية، حيث اعتبر أعضاء الجماعة هذه العملية ببداية فك الارتباط بين المنتخب والإدارة، وبالتالي منح هذه المرافق لشركات بشكل سخي، رغم أن الحجز يدر الملايير على الجماعة سنويا.
للإشارة، فإنه بخصوص قطاع النظافة، فقد سبق أن وجدت الجماعة نفسها أمام عاصفة من الانتقادات، بعدما أصدرت بلاغا تدافع فيه عن الشركات المفوض إليها تدبير قطاع النظافة، وذلك مباشرة بعدما غزت صور مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تكشف جانبا من الإهمال المتعلق بنفايات الأضحى وتكدسها ببعض الأحياء. وقالت الجماعة في بلاغها وقتها إن الشركات وتحت إشراف جماعة طنجة تمكنت من التعامل مع التحديات، التي تفرضها الوضعية الاستثنائية للاحتفالات من خلال تعبئة مواردها البشرية واللوجستيكية بشكل فعال، مما أسفر عن تجميع 3421 طنا من النفايات في غضون 10 ساعات فقط.
وتعرضت الجماعة لانتقادات واسعة، بفعل خروجها بهذا البلاغ، في وقت أكد بعض المنتخبين أن الشركتين فشلتا في امتحان جديد متعلق بجمع نفايات عيد الأضحى على مستوى الأحياء الهامشية لمدينة طنجة، معتبرين خرجة الجماعة بمثابة «محام» لهاتين الشركتين، رغم وجود مبلغ مالي مقدر بـ30 مليار سنتيم تحصل عليه الشركتان من ميزانية الجماعة، وقد غرقت عدد من الأحياء منذ الساعات الصباحية الأولى ليوم عيد الأضحى، بسبب النفايات، ما نتجت عنه فوضى عارمة بنقاط تمركز هذه النفايات.