ورزازات: محمد سليماني
وجدت حوالي سبعين فتاة، ومعهن بعض الشبان، أنفسهم عرضة للشارع بعد سنوات من العمل بمركز للنداء في ملكية مستثمر فرنسي بمدينة ورزازات. وكشفت مصادر لـ«الأخبار» أن هذا المستثمر رفض أداء أجور هؤلاء المستخدمين، حيث إلى حدود نهاية شهر غشت الماضي لم يتوصلوا بعد بأجر شهري يوليوز وغشت.
وكشفت تصريحات متطابقة لمجموعة من المستخدمات، في اتصالهن بالجريدة، أنهن حاولن استفسار المستثمر المقيم بفرنسا حول أجورهن، إلا أنهن فوجئن بتلقيهن رسالة إلكترونية (اطلعت عليها «الأخبار») من المعني بالأمر يقول لهن فيها إنه لن يؤدي إليهن رواتبهن. كما حملت رسالة المستثمر استفزازات وإهانات للعاملات بهذا المركز بعدما وصفهن بـ«الحيوانات المتوحشة» التي تسعى إلى إغلاق المقاولة.
ومن المفارقات العجيبة التي أثارت استياء العاملات، أن إحداهن والتي قضت أكثر من خمس سنوات من العمل بهذا المركز، ذهبت من أجل الاستفسار عن وضعيتها لدى صندوق الضمان الاجتماعي، فتفاجأت بأن الشركة لم تسجل لها إلا ثلاثة أيام من العمل كل شهر، ومع ذلك لم يتم أداء هذه الاشتراكات للصندوق منذ أشهر. وكشفت هذه المستخدمة أن جميع العاملات يشتغلن لمدة 22 يوما كل شهر، بعد استثناء العطل الأسبوعية. وتكشف شكاية تم رفعها إلى مدير مكتب صندوق الضمان الاجتماعي بورزازات أن أغلب العاملات والعمال غير مصرح بهم لدى الصندوق.
إلى ذلك سبق لهؤلاء العاملات أن نظمن وقفة احتجاجية بمقر العمل، بعدما قام صاحب المركز بإغلاقه في وجوههن بدون سابق إنذار ودون إخبارهن، حيث نظمن وقفتين احتجاجيتين إلى أن قام بفتح المركز مجددا من تلقاء نفسه.
وقامت هؤلاء المطرودات من العمل برفع ملتمس إلى عامل الإقليم، بتاريخ 19 غشت الماضي، لإخباره بوضعيتهن بعد طردهن جماعيا من العمل دون سابق إنذار ودون تسوية وضعيتهن المالية، كما وثق محضر معاينة لمفوض قضائي أن هؤلاء المستخدمات والمستخدمين المطرودين يأتون للعمل من أجل عرض الشغل على مشغلهم، غير أنهم يجدون باب مقر عملهم مغلقا.