محمد اليوبي
فجر النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، حاتم بن رقية، فضيحة من العيار الثقيل، خلال انعقاد جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أول أمس الاثنين، عندما كشف، بحضور وزير الصحة، خالد آيت الطالب، أن بعض المساكن الوظيفية تحولت إلى «إسطبلات» للحيوانات.
وكشف بن رقية، في سؤال شفوي موجه إلى وزير الصحة، أن السكن الوظيفي يشكل نقطة سوداء بقطاع الصحة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المسؤولين والأطباء المتقاعدين وبعضهم قدموا استقالتهم من الوظيفة العمومية، ما زالوا يحتلون السكن الوظيفي، الذي خصصته لهم وزارة الصحة في إطار تسهيل مزاولتهم لمهامهم، وأشار، كذلك، إلى أن عددا من الأطباء والممرضين كذلك توفوا وما زالت أسرهم تحتل السكن الوظيفي التابع لقطاع الصحة.
وأضاف بن رقية أنه للحفاظ على الأطباء الذين يشتغلون بالقطاع العمومي، يجب، على الأقل، توفير السكن الوظيفي لهم لتشجيعهم وتحفيزهم، مشيرا إلى أن هناك مسؤولين سابقين بقطاع الصحة يحتلون هذا السكن ويفوتون الفرصة على المسؤولين الحاليين في الاستفادة منه، حيث إن بعضهم حوله إلى «إسطبلات» للمواشي والأغنام.
وأعطى البرلماني بن رقية أمثلة لمسؤولين يحتلون السكن الوظيفي بإقليم القنيطرة، وكشف أن مدير المستشفى الإقليمي، المعروف بـ«صبيطار الغابة»، يحتل سكنين وظيفيين، أحدهما بالقنيطرة حيث يشتغل الآن، وفي الوقت نفسه ما زال يحتل سكنا وظيفيا بمدينة المحمدية، حيث كان يشتغل سابقا، مشيرا إلى أن المديرة الحالية للمستشفى الإقليمي بالمحمدية ترفض، إلى حدود الآن، الالتحاق بعملها بسبب عدم توفرها على السكن الوظيفي، الذي يحتله المدير السابق، وفي هذا الصدد، طالب المتحدث، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بفتح تحقيق في الموضوع.
وكشف النائب البرلماني ذاته فضيحة أخرى تتجلى في احتلال سكن وظيفي يتواجد بمركز صحي بجماعة «سيدي علال التازي» بإقليم القنيطرة، من طرف طبيب متقاعد منذ 10 سنوات، وأكثر من ذلك، يضيف بن رقية، تحول هذا السكن إلى ضيعة لتربية الأبقار والحيوانات داخل المركز الصحي، مؤكدا أن هذه الممارسات والاختلالات تساهم في تبخيس العمل والمنجزات التي يعرفها قطاع الصحة.
وفي رده، تعهد الوزير آيت الطالب بفتح تحقيق في الموضوع لمعالجة هذه الاختلالات.
وفي السياق نفسه، أفادت المصادر بأن ممرضا متقاعدا كان يشتغل حارسا عاما، بالمركز الصحي الحضري بمدينة كلميمة بإقليم الرشيدية، حول هذا المركز إلى سكن وظيفي و«إصطبل» لتربية الحيوانات. وأكدت المصادر أن بناية هذا المركز تعد من البنايات التاريخية بالمدينة، وسبق لوزير الصحة أن أعطى تعليماته للمدير الجهوي للصحة باتخاذ الإجراءات لإخلاء هذا المركز الصحي، من أجل إعادة تشغيله لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين، لأن المركز الصحي الحضري الجديد يتواجد في موقع بعيد عن مركز المدينة.