النعمان اليعلاوي
عاد الخلاف داخل قطاع التربية الوطنية بين أساتذة التعليم بمستوياته الثلاثة (ابتدائي وإعدادي وتأهيلي) والوزارة الوصية، على مشارف نهاية الموسم الدراسي حول منظومة «مسار» الخاصة بإدخال النقط. فبعد الارتباك الكبير الذي تسبب فيه توقف منظومة «مسار» خلال نهاية الدورة الأولى، حين تفاجأ أساتذة التربية الوطنية والأطر التربوية بمؤسسات التعليم العمومي والخاص بتوقف مفاجئ في المنظومة لمختلف المستويات، عمدت وزارة التربية الوطنية إلى مطالبة الأساتذة بتأخير تسليم نقط التلاميذ إلى ما بعد عطلة نهاية الأسدس الأول، وهو القرار الذي رفضه الأساتذة وأصروا على إدخال نقط التلاميذ وتسليمهم نتائج الدورة الأولى قبل الشروع في العطلة.
وفي هذا السياق، حذرت مصادر نقابية من الأعطاب التقنية التي ترافق عملية إدخال الأساتذة للنقطة في المنظومة، وقالت المصادر إن «التوقف المتكرر للمنظومة حال دون إدخال الأساتذة للنقط المطلوبة في الوقت المحدد خلال الدورة الأولى، حيث إن عددا من الأساتذة والإداريين يمضون الساعات الطوال في محاولة إدخال النقط إلى المنظومة لكنهم يجدون صعوبة في الوصول إلى خادم (سيرفر) الموقع الخاص، وهو ما نخشى تكرره بشكل أكبر خلال هذه الدورة». وقال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التابعة للتوجه الديمقراطي، إن «وزارة التربية الوطنية عملت بشكل انفرادي ودون استشارة النقابات قبل تنزيل النظام الجديد الخاص بإدخال النقط، وهي اليوم تواجه مشاكل أوقعت فيها الأساتذة وصعوبات في تنظيم هذه العملية المهمة».
من جانب آخر، شدد الإدريسي على أن «الوزارة لم تعمل على المواكبة والدعم التقني لمنظومة «مسار» حتى تتمكن من استيعاب الكم الهائل من الأساتذة الذين يعملون على إدخال النقط في نفس الوقت»، موضحا أن «هناك مشاكل لوجستيكية تواجه مواكبة منظومة «مسار»، حيث إن الأساتذة في العديد من المناطق النائية يجدون صعوبة في الدخول للموقع»، يشير المتحدث، معتبرا أن «الوزارة تستفرد بهذا الملف، في الوقت الذي مازلنا نطالب بسن تحفيزات للأساتذة وتعويضات عن مهام إدخال النقط لأنها مهام إضافية تثقل كاهل الأساتذة في مواجهة النقص الحاد الذي تشهده بعض المؤسسات التعليمية في الأطر الإدارية، حيث سجلنا أن بعض المؤسسات لا تتوفر سوى على مدير وهو الذي يقوم بجميع مهام الطاقم الإداري»، يضيف الإدريسي.