بعد تزايد الجدل بشأن انتشار الغبار الأسود بسماء المدينة
الأخبار
في سياق الجدل القائم خلال الآونة الأخيرة، بخصوص انتشار الغبار الأسود في سماء مدينة القنيطرة، عمدت الجهات المعنية إلى إيفاد لجنة مختلطة متكونة من ممثلي قطاعات مختلفة، بهدف تتبع وقياس مدى جودة الهواء بعاصمة الغرب، وتحديد مصادر انبعاث الغبار الأسود، من خلال زيارة ميدانية إلى عدد من الوحدات الصناعية التي تحتضن أربع وحدات حرارية، والتي قيل إنها تستعمل وقودا يحترم المعايير المتعارف عليها، وتتم المصادقة عليه من طرف المختبر الموجود بالمحطة الحرارية.
وأكد حفيظ الولجة، المدير الجهوي للبيئة – قطاع التنمية المستدامة – بجهة الرباط سلا القنيطرة، في تصريحه لوسائل الإعلام، أن التقييم السنوي برسم سنة 2021 تميز بانخفاض مؤشر جودة هواء القنيطرة، خلال شهري نونبر ودجنبر من السنة الماضية، في وقت تنكب اللجنة المختلطة المذكورة على إعداد تقرير شامل في الموضوع لتقييم الوضع، ورفع توصياتها إلى الجهات الحكومية.
وكان عدد من البرلمانيين بمجلس النواب، ينتمون إلى أحزاب (التجمع الوطني للأحرار، التقدم والاشتراكية، وتحالف فيدرالية اليسار)، ومجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين، قد تقدموا في وقت سابق بأسئلة كتابية إلى وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في موضوع انتشار الغبار الأسود، والأضرار الصحية والبيئية الناتجة عنه، بعدما بات المشكل القائم يقض مضجع السكان بمدينة القنيطرة، في ظل انتشار الغبار الأسود الناجم عن مخلفات عدد من المصانع والوحدات الصناعية، وأبرزها المحطة المتخصصة في توليد الطاقة الكهربائية، والذي نجمت عنه مجموعة من الأضرار الصحية والبيئية، والتسبب في أمراض سرطانية، دون اتخاذ تدابير وإجراءات ملائمة وفعالة، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، التي أصبحت تهدد المدينة بكاملها، علما أن هناك آليات وتقنيات حديثة لقياس جودة هواء المدينة بشكل دوري ومستمر، ولم يتم استغلالها بالشكل المطلوب، كما هو معمول به في العديد من المدن الصناعية، وفق مضمون أسئلة النواب البرلمانيين، الذين طالبوا الوزيرة الوصية على القطاع، بالكشف عن الإجراءات والتدابير المتخذة لمحاصرة الكارثة البيئية والصحية التي تهدد مدينة القنيطرة، سيما أن المغرب صادق على العديد من الاتفاقيات الدولية، التي تخص احترام البيئة والحد من ظاهرة التلوث.
يأتي ذلك، في وقت سبق لفاعلين في مجال البيئة والتنمية المستدامة بالقنيطرة أن كشفوا عن معطيات متعلقة بمصدر الغبار الأسود، المنبعث من إحدى المحطات الصناعية بالمدينة، والذي أثبتت التحليلات المخبرية أن جزيئاته الدقيقة تحمل موادا مسرطنة، وتشكل خطرا على صحة القنيطريين.
وطالبت إحدى الجمعيات النشيطة في مجال البيئة بضرورة التدخل العاجل للحد من تلوث الهواء بعاصمة الغرب، واعتماد الطاقات المتجددة، وتبني مقاربة النجاعة الطاقية، وسط مطالب لعامل الإقليم، بتفعيل إجراء المراقبة الدورية للمصانع والوحدات الصناعية، والتفاعل الإيجابي مع التقارير المنجزة من قبل المسؤولين عن الوحدة المتنقلة لرصد جودة الهواء، التابعة للمختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث، واتخاذ المتعين في حق الوحدات الصناعية المسؤولة عن ظاهرة الغبار الأسود، للتخفيف من غضب المواطنين بالقنيطرة، الذين يطالبون بتمكينهم من بيئة سليمة وهواء نقي.