النعمان اليعلاوي
كشف بوبكر سبيك، عميد الشرطة الإقليمي، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن، أول أمس (الأحد)، تفاصيل دقيقة في عملية اعتقال المتطرفين المتهمين بارتكاب فاجعة ذبح السائحتين النرويجية والدنماركية بمنطقة إمليل نواحي مدينة مراكش، موضحا أن القبض على المشتبه بهم في قتل السائحتين الأجنبيتين «تم بشكل مهني وبناء على عمل أمني استخباري خالص»، حسب المسؤول الأمني، الذي حل ضيفا على برنامج «حديث مع الصحافة» الذي تبثه القناة الثانية «دوزيم»، والذي قال فيه إن «المصالح الأمنية حرصت، خلال عملية توقيف المشتبه فيهم على تفادي أي مخاطر محتملة على المنشآت والمواطنين، حيث تم ترقب مغادرة الحافلة التي كانت تقلهم من محطة باب دكالة بمراكش، إلى الشارع العام، قبل تنفيذ العملية دون التسبب في أي ضرر يذكر».
وفي السياق ذاته، نفى المسؤول الأمني أي اتصال مسبق بين المتطرفين الثلاثة المتهمين الرئيسيين بقتل السائحتين وتنظيم «داعش» الإرهابي، موضحا أن «الجناة اتفقوا على تنفيذ عمل إجرامي بخلفية متطرفة وانتقلوا إلى منطقة إمليل، دون أن يكون الهدف الإجرامي محددا لديهم». مشددا، في هذا السياق، على أن «الجريمة عمل فردي تم دون أي تواصل مع تنظيم داعش»، ومذكرا بأن الأبحاث الأولية في مسرح الجريمة أظهرت أن القضية «متفردة في الأسلوب الإجرامي»، مما دعا، حسب سبيك، إلى تدخل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حيث تم، في ظرف 24 ساعة من اكتشاف الجريمة، بل في ساعات قليلة من تدخل المكتب، تشخيص المشتبه فيه الأول اعتمادا على البيانات الأمنية.
وبخصوص طبيعة الموقوفين، أوضح سبيك أن واحدا فقط من الموقوفين الأربعة، له سوابق في التطرف، حيث اعتقل في 2013 على خلفية تجنيد شباب لتنظيمات متطرفة، مضيفا أن جميعهم بمستوى تعليمي متدن، ويمارسون أنشطة حرفية غير مهيكلة، موضحا، بخصوص الشريط المتداول على أنه للجريمة، أن المصالح المختصة «تعاطت مع الشريط بالجدية اللازمة، حيث أحيل على مختبر تحليل الآثار التكنولوجية»، مذكرا بأن البحث في هذه القضايا ليس بالسهولة بمكان، وقال إن «الخبرة التقنية تجري على قدم وساق تحت إشراف النيابة العامة، وسيتم التواصل مع الرأي العام بشأن النتائج القطعية للخبرة».