طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر «الأخبار» أن عددا من مزارع الكيف باتت تغزو جنبات طرق بضواحي طنجة، فيما يشبه رفع التحدي من قبل بعض المزارعين في وجه مصالح الدرك الملكي، سيما بقيادة سبت الزينات، حيث توجد العشرات من حقول الكيف بالطرق الممتدة مابين منطقة مولاي عبد السلام وسبت الزينات بضواحي طنجة، كما يشتغل فيها بعض المزارعين في واضح النهار عبر السقي وحراستها، في وقت تظهر مزارع أخرى بداخل حدائق المنازل.
وأوردت المصادر أن المزارعين يستغلون الفرشة المائية المنتعشة على طول السلسلة الجبلية المحلية للقيام بغرس المزيد من حقول الكيف، وهو ما يهدد الفرشة المائية المحلية بالنضوب، وسط مطالب بضرورة تحريك المتابعات والعمل على إتلاف هذه الحقول، خاصة في ظل القانون الجديد المرتبط بالقنب الهندي الذي يوصي بضرورة التوفر على الرخصة، مقابل توجيه الكيف للاستعمال الطبي.
وفي السياق نفسه، ومنذ يوم السبت الماضي، شنت مصالح الدرك الملكي التابعة لدوائر العرائش حملة واسعة النطاق ضد حقول الكيف المنتشرة بمناطق بني كرفط القريبة من منطقة مولاي عبد السلام المشار إليها، حيث تم في هذا الصدد التدخل لإتلاف أطنان من القنب الهندي الغير قانوني والذي كان يستعد بعض المزارعين تحويله إلى أباطرة المخدرات، لاستخلاص الشيرا منه، وحسب المصادر فإن هذه الحملة أسفرت عن إحراق 15 طنا من محصول القنب الهندي بدوار الصفصاف جماعة وقيادة بني كرفط دائرة مولاي عبد السلام بن امشيش بعمالة العرائش، وتأتي هذه الحملة في إطار المجهودات المبذولة من أجل محاصرة رقعة زراعة القنب الهندي التي أصبحت تستنزف المياه الجوفية و حقينة السدود بالإقليم.
إلى ذلك، وحسب بعض المصادر، فإن سلطات شفشاون بدورها تواصل حملة واسعة النطاق ضد أباطرة المخدرات الذين يستغلون الفرشة المائية في سقي نبتة الكيف، حيث باشرت هذه السلطات حملة بعدة قرى محلية مؤخرا، وتبين لها أن عددا من الآبار والعيون المائية، يتم استغلالها بشكل سري من طرف هؤلاء الأباطرة في سقي نبتة الكيف، وهو ما يتسبب في نضوب الفرشة المائية بعدة قرى، بالتزامن مع موجة الحرارة التي يعرفها الإقليم، وكذا أزمة مياه الشرب التي باتت تلوح في الأفق، كما تم في وقت سابق حجز عدد من التجهيزات والمستلزمات المستعملة في سقي هذه النبتة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، للحصول على منتوج في مدة وجيزة، كما استعانت السلطات بالقوة العمومية لتنفيذ هذه الحملة، مخافة أية ردة فعل من طرف هؤلاء.