مركز دراسات أمريكي: “المغرب نجح في اختراق القارة السمراء بشكل كبير للغاية”
نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي “ستراتفور”، في مقال تحليلي، حول “لماذا تستثمر الأبناك المغربية ثروتها في القارة الإفريقية؟” إلى كون “المملكة نجحت في اختراق القارة السمراء بشكل كبير للغاية، بحيث استطاعت الوصول إلى الأسواق الكبرى للاستثمارات الإفريقية بفضل الخطة الجديدة التي تنهجها منذ العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وذلك بترك الخلافات السياسية المرتبطة بقضية الصحراء جانبا مقابل التركيز على بسط النفوذ الاقتصادي. وقال مركز “Stratfor” إن “مختلف البنوك والشركات المغربية استطاعت التوسع والاندماج بشكل أفضل داخل إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي قام بها المغرب سنة 2011، بعدما نجح في تجنب رياح الربيع الديمقراطي الذي هزّ دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وأضاف المقال أن “النمو السريع الذي شهدته بعض المجالات، مثل السياحة والتصنيع والطاقة والقطاع المالي، ساهم في الدفع بعجلة الاقتصاد المغربي، سيما بعد تراجع نفوذ الأبناك الأوروبية في القارة السمراء منذ مدة طويلة، ما فسح المجال أمام المملكة من أجل بسط نفوذها الاقتصادي في العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء”. وأبرزت المقالة، التي تناولت بالدراسة والتحليل تطور النفوذ الاقتصادي للمغرب في إفريقيا، أن “الأبناك المغربية أسست فروعا لها وتملك العديد من الأسهم في أزيد من عشرين دولة إفريقية، بحيث توجد أغلب هذه الفروع في غرب إفريقيا تحديدا، بل المثير في الأمر أن المملكة نجحت في اختراق أكثر الدول المتحفظة ماليا مثل إثيوبيا وكينيا ورواندا”. “لقد أصبحت الشركات المغربية رائدة في الاستثمار البنكي بالقارة الإفريقية منذ ما يفوق سبع سنوات، بحيث تبحث بشكل دائم عن أسواق جديدة لزيادة أرباحها المالية، ومن ثمة تعزيز نفوذها أكثر فأكثر والتأثير في الساحة الدولية، آخر هذه الخطوات الاستراتيجية تتمثل في خط أنابيب الغاز الذي سيربط المملكة بنيجيريا”، تردف المقالة. وأشار المصدر ذاته إلى أن “الأبناك الأوروبية انسحبت من القارة الإفريقية بشكل نسبي نتيجة انهيار أسعار السلع في مجموعة من البلدان، وما ترتب عن ذلك من تأثير سلبي على اقتصاديات هذه الدول، ومن ثمة فأي ركود مالي قد تعرفه البلدان الإفريقية في المستقبل من شأنه أن يُكبد الأبناك المغربية خسائر مالية فادحة”. ومن بين العراقيل التي تعوق المغرب في بسط نفوذه داخل القارة الإفريقية، وفق المركز البحثي الأمريكي، ارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب؛ “لأنها وصلت إلى نحو 27 في المائة، أي ثلاثة أضعاف المعدل الوطني”، معتبرا أن “سخط الشباب ناجم من كون هذه الاستثمارات لا تنعكس على نسبة توظيفهم وإدماجهم الاقتصادي بالمجتمع”.