قامت فرق من معهد باستور ومستشفى في ستراسبورج بإجراء مسح لمائة وستين شخصا مع شكل طفيف من فيروس كورونا المستجد من أجل التحقق مما إذا كانوا محصنين بعد هذه العدوى. وأظهرت النتائج أن الأجسام المضادة ضد الفيروس التاجي موجودة عمليا في جميع الأشخاص الذين تم اختبارهم.
وبحسب أحد مؤلفي الدراسة ورئيس قسم الصحة العالمية في معهد باستور. فكما هو الحال بالنسبة لأنواع العدوى الأخرى، فقد تبين أن المرضى يصبحون محصنين بعد الإصابة بالفيروس. وكان من المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من أشكال شديدة من المرض يكونون أجساما مضادة في غضون خمسة عشر يوما من ظهور العلامات. ويعلم العلماء اليوم أن الأمر ينطبق أيضا على أولئك الذين يصابون بأشكال طفيفة منه، حتى وإن كانت معدلات تكون الأجسام المضادة أضعف.
لطالما طرحت مسألة الحصانة بعد الإصابة بكوفيد 19. وظهر هذا السؤال بعد أن تم اختبار المرضى الكوريين الذين تم علاجهم وبعد أن تم اختبارهم سلبيا عند الخروج من المستشفى، بعد ذلك كانت النتائج إيجابية وقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أن حالات كوريا الجنوبية لم تكن إعادة إصابة بل كانت اختبارات إيجابية خاطئة ناتجة عن خلايا ميتة تحتوي على آثار من الفيروس.
وكان باحثون من نيويورك على وشك استخدام تقنية تتكون في علاج مرضى فيروس التاجي بدماء المرضى الذين تم شفاؤهم. وهذا، على أساس أن البلازما الخاصة بهم تحتوي على أجسام مضادة. ومع ذلك، هناك طريقتان للحصانة ضد الفيروس، أولها الاستجابة المناعية التي تطور الأجسام المضادة، واللقاح. فإذا طور مرضى سابقون أجساما مضادة كما لاحظ الباحثون، فعادة لن يكون من الممكن الإصابة بكوفيد 19 أكثر من مرة.
لكن هناك دائما احتمال أن يتحول الفيروس. كما هو الحال أيضا مع فيروس الأنفلونزا، التي يتم تجديد لقاحها بانتظام للاستجابة لأشكال جديدة من الفيروس. في حالة حدوث طفرة لكوفيد، سيكون من الممكن من الإصابة به مرة أخرى. ومع ذلك، في الوقت الحاضر، لم يلاحظ أي تغييرات على شكل الفيروس. بالإضافة إلى ذلك، قال الباحث جان كلود سيرارد من معهد باستور لوسائل إعلام، أنه حتى إذا لم نكن نعرف بعد المناعة جيدا للفيروس، فيبدو أن SARS-CoV2 له تنوع جيني محدود مقارنة بالأنفلونزا. أي أنه من غير المحتمل أن يتحول.