محمد وائل حربول
بعد حادثة مقتل مرشد سياحي غير قانوني على يد زميل له، في أول أيام شهر رمضان الجاري، تتواصل المشادات بين عدد من المرشدين الذين لا يتوفرون على ترخيص، بساحة جامع الفنا وقرب مسجد الكتبية بمدينة مراكش، ما أدى إلى تدخل رجال الأمن في الدائرتين الرابعة والخامسة خلال مرات متتالية، حيث كانت آخر فصول هذه المشادات ما تم فضحه بينهم، إذ يعتمدون «النصب والاحتيال على السياح الأجانب، بإيهامهم بوجود شجر الأركان بالقرب من الكتبية»، بل الأكثر من هذا يصطحبون السياح في جولة لتعريفهم بمراحل استخراج زيت الأركان.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن هذه العملية عرفت تدخلا حازما من طرف رجال الأمن بعد علمهم بالموضوع، إذ قاموا باستدعاء ثلاثة من المرشدين غير المرخص لهم والذين يمارسون أفعالا غير قانونية مع السياح الأجانب، ويضيقون على المرشدين القانونيين في أثناء قيامهم بعملهم، إذ وفي هذا الموضوع كشف مصدر خاص يشتغل بقلب ساحة جامع الفنا للجريدة، أن المرشدين الثلاثة دخلوا مرارا في صراعات تحولت إلى تبادل للضرب بينهم، حيث لم يكتفوا بكذبة وجود الأركان بالمنطقة، بل كانوا يوهمون السياح الأجانب بقدرتهم على إدخالهم إلى صومعة الكتبية وولوج أعلى مكان فيها، من أجل أخذ صور لكل مدينة مراكش.
وحسب المعطيات ذاتها التي أفاد بها المصدر نفسه، فإن المرشدين الثلاثة لم يكتفوا بهذا القدر من الإزعاج وعمليات النصب التي يقومون بها، بل تجاوزوا ذلك إلى أخذ بعض العمولات من مجموعة من «أصحاب البازارات»، الذين تضرروا كثيرا بفعل الإغلاق وجائحة كورونا، حيث أصبحوا يعتمدون على هؤلاء المرشدين من أجل جلب عدد من السياح بشكل يومي، لشراء عدد من الآثار ومجموعة من مستخلصات الزيوت، إضافة إلى شراء بعض الزرابي المغربية وغيرها من المنتجات التي يعرضونها، وهو الشيء الذي فطن إليه بعض المهنيين، الذين قدموا بدورهم شكايات متتالية لرجال الأمن في الموضوع ذاته.
