شوف تشوف

الرئيسيةمدن

«مرجان» معاصر الزيتون يهدد البيئة بجهة بني ملال 

مع بداية موسم جني الزيتون تعود مخاوف ساكنة المناطق الفلاحية بسبب نفايات «المرجان» التي تؤثر على المجال البيئي بعدد من المناطق، وخاصة منها القريبة من مجرى أم الربيع بجهة بني ملال خنيفرة، التي يعتبر قطاع إنتاج زيت الزيتون من بين الأنشطة الفلاحية التي تمتاز بها الجهة، إلا أن هذا القطاع الحيوي يعرف عدة اختلالات بسبب غياب المراقبة لمعاصر الزيتون، وخاصة منها التقليدية التي تقذف بنفايات «المرجان» بالمجال البيئي، ما أصبح يهدد التربة والموارد المائية التي تعرف هذه السنة جفافا حادا، بحيث أكدت العديد من الأبحاث العلمية على أن مادة «المرجان» تتوفر على مواد السامة، وتشكل خطرا على الفرشة المائية، علاوة على ما لها من آثار سلبية على خصوبة التربة وتدهور وضعية المغروسات والنباتات، فضلا عن الأضرار التي تلحقها بالساكنة ومحيطها.

والملاحظ أن تزايد معاصر الزيتون التقليدية بأقاليم بني ملال والفقيه بن صالح، وأزيلال وقلعة السراغنة، وما انضاف إليها من تقنيات ومطاحن حديثة في مجال تثمين المنتوج، لم يواكبه أي تفكير جدي في تدبير نفايات الزيتون التي يرمى بها عشوائيا والأراضي والحقول الخصبة. إذ صارت نفايات «المرجان» معضلة حقيقية وآفة خطيرة تهدد الإنسان والوسط البيئي، في غياب حلول جدية وسبل كفيلة بوضع حد لآثارها السلبية، إذ تظهر الدراسات والأبحاث أن مخلفات مادة «المرجان» ذات حموضة مرتفعة وغنية بالمواد العضوية والمواد الجافة والأملاح ومتعددات الفيول، كما تحتوي على نسبة مهمة من المعادن الثقيلة، منها الزنك والحديد.

وأبرزت دراسات تجريبية تأثير مادة المرجان على التربة، وبالخصوص على الملوثات الدقيقة العضوية وغير العضوية داخل التربة، وتغيير الخصائص الفيزيائية الكيميائية للتربة، حيث ارتفاع تركيز الكربون العضوي، وهي النفايات التي تساهم في إتلاف التربة وتدهور جودتها وغطائها النباتي، وتدمير الأغراس والنبات بفعل أملاح البوتاس المتسربة من المرجان بكثرة، وتلويث الفرشة المائية ومجاري المياه والسدود.

بني ملال: مصطفى عفيف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى