اشتوكة أيت باها: محمد سليماني
أثارت مراسلة من قائد قيادة بلفاع بإقليم اشتوكة أيت باها بجهة سوس ماسة، موجهة إلى مدير المدرسة الابتدائية «تقصبيت»، موجة غضب لدى عموم الشغيلة التعليمية بالإقليم.
وبحسب المعطيات، فإن ما أثار موجة الغضب هو سيل «الاتهامات» الكثيرة التي حملتها الرسالة ضد مدير المدرسة. وأفادت رسالة القائد المؤرخة بتاريخ 15 شتنبر الجاري، والتي اطلعت «الأخبار» على نسخة منها، بأن «مصالح القيادة وردت عليها عدة شكايات بخصوص بعض الخروقات في عملية تسجيل الأطفال، بوحدة التعليم الأولي التابعة لمدرسة «تقصبيت» من قبل بعض الآباء، والذين كانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام المؤسسة ذاتها، لولا تدخل السلطة المحلية في الوقت المناسب».
ودعا القائد في رسالته عدد 711/ق.ب/ق.ت.ب، مدير المدرسة إلى «تسجيل جميع الأطفال الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، الراغبين في الاستفادة من التعليم الأولي بالمؤسسة التابعة لكم، بدون انتقائية وبدون تمييز، وتحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، والنأي بالمؤسسة التي تشرفون عليها عن كل الخلافات السياسية التي تعرفها المنطقة». وكشفت الرسالة أنه «بلغ إلى علم السلطة المحلية أن المدير توصل بلائحة قبلية من أحد الناشطين السياسيين بالمنطقة، تتضمن أسماء التلاميذ الذين سيستفيدون من التسجيل، بناء على ميولات آبائهم وأوليائهم السياسية». وفي ختام الرسالة التي توصل عامل الإقليم ورئيس الدائرة بنسخة منها، وجه القائد أوامره إلى مدير المدرسة، موضحا «أنتم مطالبون بعدم إقحام هذه المؤسسة في ما من شأنه عرقلة الدخول المدرسي، كما أطلب منكم موافاتي بلائحة التلاميذ الذين تم تسجيلهم في التعليم الأولي تتضمن أعمارهم، والشروط التي اعتمدتم عليها في ذلك».
في المقابل، خرج التنسيق النقابي لكل من الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، والنقابة الوطنية للتعليم (كدش) والنقابة الوطنية للتعليم (فدش) ببيان تضامني وتنديدي، حيث اعتبروا أن مراسلة القائد لمدير المدرسة «تفتقد لكل أدبيات التراسل الإداري الخارجي»، كما تتضمن «سيلا من الاتهامات الباطلة المبنية على الوشايات الكاذبة والمسيئة، دون التحقق من مدى مصداقيتها». وذكّر التنسيق النقابي القائد بأن «جميع العمليات التربوية والتدبيرية داخل المؤسسات التعليمية، تخضع للمقررات والقوانين والمذكرات التنظيمية التي تصدرها الوزارة الوصية، كما أن للقطاع مديرية إقليمية لها من الإمكانات التدبيرية ما يسمح لها بمعالجة مشاكل القطاع، إضافة إلى أن استفادة جميع الأطفال المستوفين لشروط التعليم الأولي، تصطدم بمشكل ضعف البنية المادية والبشرية المخصصة للتعليم الأولي بالمؤسسات التعليمية».